وحدها التي تمسح الجروح

وحدها التي تمسح الجروح

عبد الزهرة لازم شباري

[email protected]

إلى الناقد المبدع حسين سرمك حسن مع الود !

القصائد ..

رفرفت مثل طير تاه

في مداه ،

وراح يمسح بجناحيه

سحاباً مركوماً ..

غلف أجنحة المرافئ ،

وما عادت سفنه تلًوح للبحر

إلا ً بمجذاف مكسور ،

والحروف التي ما عادت

تنبئ عن فراديس للمعاني

الخابية بين مفازات ظليلة ،

لا تستطيع الوقوف

بوجه الريح الصفراء

الآتية من مكان سحيق ،

ما ظل إذن سوى

أن نجمع قصائدنا حطباً

لتنورها الطيني ..

كي تعمل لنا قرصاً من شعيرٍ أسودْ !

الفرات الذي مازج صهيله

بالأمس عرصات الكهوف ،

لا يبرح اليوم أن يلوك

مسافات الخيول الجامحة

فوق ضفاف دجلته التي

أضحت هي الأخرى يباب !

لست أدري يا صاحبي ،

ما بالها القصائد هكذا !

ألم تبارك خطوات الصهيل ،

وتلم أشتات العويل ْ؟

ألم ننشدها للغادين مناً

نحو منافي الغربة

والجزر النائية بلا متاع ْ

ولا دليل ْ ،

ألم تئن هي الأخرى

وتذرف الدموع ..

على رؤوسٍ بلا جذوع ؟

نعم إنها كذلك !

ولكن !!

القصائد التي لا تلوك السنينْ ،

وتجلو الفقراء ،

نحو مرافئ الأثرياء ْ،

لا تدخل مفازات الملائكة

التي باركتها العناوينْ ،

والجروح التي مازجتها

الشظايا والقنابر الموقوتة ،

ما زالت تنزف الدماء

فوق ضاحية الوطن ْ ،

والقصائد التي لا تبني

للتأريخ معاقلاً ،

لا ينبغي لها أن تشرب الظلال

ولا تزدري رطب الجنوب ْ!

وحدها يا سيدي :

القصائد تبصر المخابئ الظليلة

ومتاهات الحروف ْ،

وحدها التي تنثر العبير

فوق ناصية الوطن ْ،

وتمسح الجروح بوابق

من نديفْ ،

وحدها التي تزرع السنابل

والطيوبْ ،

على بيادر من حبوب ْ !!!