أزهارٌ من سدومْ

أزهارٌ من سدومْ

نمر سعدي

[email protected]

 نثرتُ فوقَ لهيبِ الماءِ أسئلتي

هل كانَ نثرُكِ ما أدمى قرنفلتي؟

وهل شعاعُ رؤى عينيكِ صوَّبَني

سهماً إلى نحركِ المنسابِ في لغتي؟

وهل خطايَ إلى الفردوسِ يحرُسُها

جحيمُ أحلامكِ المخزونُ في رئتي؟

أنهى دمي عنكِ مسحوراً فتأمرُهُ

قبائلُ النحلِ في قلبي وفي شَفَتي

أصونُ فيكِ شذى بحري فيهتكني

حبرُ الغوايةِ في ليلي وليلكتي

ويعتريني هواءٌ شاخَ ينعفُ من

شموسِ جسمكِ فُلَّاً ملءَ أوردتي

حملتُ صخرَ سمائي فوقَ سوسنتي

ودونَ أجراسها علَّقتُ أفئدتي

نثرتُ فوقَ لهيبِ الماءِ أسئلتي

هل كانَ شِعرُكِ ما أدمى قرنفلتي؟

 *******

أجُرُّ خلفي فضاءً من هوايَ ومن

ما فيكِ أُبدعُ من تاريخِ أنسَنَتي

هل أنتِ غيمُ ضلالاتي وزخرُفُها

وعنفوانُ عذاباتي وجُلجُلتي؟

وما تبخَّرَ بي من جنَّةٍ نَسَلَتْ

ذئبَ امرئَ القيسِ يعوي..أينَ مملَكتي؟

كأنَّ أعداءَ زهرِ اللوزِ قد رفعوا

فوقَ القصائدِ والأحلامِ جمجمتي

رجمتُهُمْ في جحيمِ الأرضِ مُذْ مُسخوا

فطالعونيَ في صحوي وفي سِنَتي

أمُرُّ بالملحِ في أجسادهم فأرى

جمرَ الشياطينِ حيَّاً بعدُ لمْ يمُتِ

عنقاءَ عامورةٍ نامي فكُلُّ سنا

دنيا سدومَ سوى يومينِ لمْ يَبِتِ

ربَّتْ دليلةَ فيها مكرَ عاهرةٍ

راحتْ تُغطِّي بزهرِ الماءِ مقصلتي

********

أقتاتُ من شَغَفي عشباً يُضيءُ خطى

جلجامشِ السرِّ في أدغالِ ذاكرتي

أقتاتُ من لهَفي حُبَّاً ينازعني

إلى السماءِ كنجمٍ فوقَ خاصرتي

وأنحني مثلَ جون كيتسِ المريضِ على

ماءٍ يضيءُ ثرى منقارِ قُبَّرتي

رميتُ خضرةَ بحرِ السندبادِ إلى

حرائقِ التيهِ في روحي وصاريتي

أنحَلُّ مثلَ رذاذِ الشمسِ من قَلَقٍ

كيما أُعلِّقَ فوقَ الريحِ أغنيتي

إني تأبَّطتُ سيفَ الشعرِ تحتَ دمي

وعلَّقتني على ناري مُعلَّقَتي

كُلُّ الذينَ ذووا في الكشفِ أو صُلبوا

كانوا استمدُّوا الرؤى من وحيِ صعلَكتي

لن أرتضي قمَراً في الجسمِ يصهرُني

حتى تصيرَ لأنكيدو قرنفلتي

لن أرتضي قدَراً ..قُضبانُهُ ذهبٌ

حتى تصيرَ إلى فاوستَ معرفتي

لن أرتضي شجرَاً في القلبِ أو حجَراً

حتى تصيرَ إلى العنقاءِ فلسفتي

عُشبٌ كلامي.. رذاذُ الضوءِ يحملُهُ

يخُطُّ فوقَ ندى عينيكِ مظلمَتي

حضَنتُ صوتَكِ بالعينينِ ألثمهُ

يا مسحةَ الشفقِ العُلويِّ في لغتي

نثَرتُ فوقَ لهيبِ الماءِ أسئلتي

هل كانَ سحرُكِ ما أدمى قرنفلتي؟