أبتاه بعدك لوعة الأشجان

خديجة وليد قاسم

( إكليل الغار )

هذه الأبيات جاءت للتعبير عن هذه الصورة المؤثرة ، و التي تثير مكامن الشجن في النفوس:

أبتاه بعدك لوعة الأشــــــــــجان

جُرِّعتُ كأسا مرّه أضنانــــــــي

هلاّ أفقت لتحتويني يا أبــــــــــي

فلكم أتوق للمسة الأحـــــــضان

و لقد أجوع فلا طعام يكفنــــــــي

والزاد من كفيك كم غذّانـــــــــي

كم من ليالي قضّ فيها مضــجعي

برد و شوق الدفء قد أدمـــانــي

ظلما تقاذفني الخلائق ليــــــت لي

حضنا كحضنك باســــما يرعاني

و لقد ذكرتك في النوازل حـــاجة

فبكيت حتى قُرّحت أجــــــــــفاني

حتى الدُمى أبتاه باتت تشـــــــتكي

شوقا إليك ، لبسمة ، لحــــــــــنان

عصفوريَ الغرّيد أضـــحى شدوه

عزفا كئيبا لحنه أبكانــــــــــــــــي

أما الأزاهير التي أينعــــــــــــــتَها

ذبلت فما عادت تتيه جنانــــــــي

أبتاه هل حقا سأقضـــــــــي ما بقى

أيام عمري لوعـــــة التحــــــنان

خذني إليك فليس لي من رغـــــبة

في أن أعيش بعــــــــــالم صوّان

حتى و إن أسكنتني بطن الثــــــرى

فالقرب منك يحيطني بأمـــــــــان

لم يعلموا إذ أودعــــــــــــوك ترابه

دفنوا فؤادي و قدموا أكفانـــــــــي

أبتاه شمسك لم تغب لكـــــــــــــنما

شمسي كستها غيمــــــــة الأحزان

ما زال طيفك ساكنا في اضـــــلعي

يجلو الكروب بنبضــــــه الريان

روحي و روحك قد تلاقا في العلا

حتى و إن ذبل الكيان الفانــــــي

ستظل في قلبي فحبك يا أبـــــــــــي

نور أضاء الظلم في أركــــــاني