ودلالُ عروسُ فِلسطينْ

ثريا نبوي

مَنْ يُشبِهُنا؟ ومَرايانا لا ترسُمُ نبضَ الأصداءْ

والمَدُّ الثوريُّ استكفى بملامِحَ صارت أهواءْ

إلا وجهًا مِن صَبْرا؛ كان استثناءْ

كان الوطنُ السّاكنُ قلبَ دلالٍ: عُرسًا..هَودَجْ؛

يتهادى في سَفْحِ الكَرمَلْ

في صَبْوتِها، رأتِ الوطنَ العِشقَ الأنبلْ؛

لَهَفاتٍ تهفو تَدَّفَّقْ

مِن مُرِّ الخَيمةِ إذْ تُفْتَقْ

مِن مأساةِ اللِّدِّ انطلقت؛

غزَلت حُزنًا يافاويًّا أعمَقْ

صَنعت منه الحُلمَ..الزورَقْ

كان الحُلمُ بديعًا.. بَيْرَقْ

كان العُمرُ ربيعًا أغدَقْ؛

قوسًا يرمي نَبْلَ الخندَقْ

عَبَرت تَسبي ظُلمًا يَفْرَقْ

وتحدَّت مُحتلَّ الجَرْمَقْ

كانت بَتلاتُ الحَنُّونْ

في الطقسِ العاتي المجنونْ

تتراءى جمرًا ..مَن أوقَدْ؟!

وإذا العَزمُ الواعِي أرعَدْ؛

كان التاريخُ على مَوعِدْ

رسمَت في مِرآةِ النارِ، الفجرَ المَقصِدْ،

حفرَت في ذاكرةِ الوَردِ، العِطرَ المَورِدْ؛

لُغةً تفعَلْ

لُغةً تجهَلْ:

معنى الجُبْنِ..الحَنْثِ..الشجْبِ، وطعمَ الحَنظلْ!

لغةً نَسَفَت مِن قاموسِ العُذرِ الأهتَمْ؛

حَبْلَ الحكمةْ؛

إذْ يخنِقُ والينا الأبكَمْ!

= = =

لَثَمَ الأرضَ الفرَحُ الطاهِرْ

ونُوَيْراتِ الكَرْزِ السَّاهِرْ

وتعالت صيحاتُ المَغنَمْ:

يا جُرحي ثُرْ لا تَتلعثَمْ

تُشرِقْ شمسُ الحُلْمِ الأعظمْ

أنتَ الحَشدُ الباقي فينا..أنت المَعلَمْ

ثمّ انفجرت..أسرارُ الرَّكْبِ الـمُتَيَمِّمْ؛

لصلاةٍ في حِضْنِ النارْ

ضمَّت حيفا، يافا، صَفَدٌ.. بَيْسانٌ عُرسَ الأحرارْ

وإلى جَدَثٍ تحت النَّرجسِ والصَّبَّارْ

-في آذارْ-

حجَّت أحلامُ الثوارْ

والبحرُ يُنادي أمواجًا مِن حِطّينْ؛

(القدسُ عروسُ عُروبتِكم)

ودلالُ عروسُ فِلسطينْ!

11/3/2013

في مثل هذا اليوم من عام1978

عبَرت الفلسطينية دلال المغربي من لبنان إلى فلسطين، قائدةً لفرقةٍ من اثنَي عشر فدائيًّا(استُشهِد منهم اثنانِ في البحر) جاءوا  من فلسطين ولبنان واليمن والمغرب، واستقلّوا حافلةً مُكتظةً بجنودِ العدو-ورفعوا عليها العلم الفلسطينيّ- ثم اتجهوا بها من حيفا إلى تل أبيب، وقد دامت جمهوريتُهم في هذه الحافلة، أربعَ ساعات- ممطرين السياراتِ المارةَ بوابلٍ من رصاصهم، وعندما انتبه العدو لهم ونَفدَت ذخيرتُهم؛ فجّروا الحافلة بعد أن كبدوا العدو –وفقًا لإحصاءاته المُعلنة ثلاثين قتيلاً وأكثر من ثمانين جريحًا- وكان (باراك) قائدَ فرقة الكوماندوز التي كُلّفت بمقاومتهم إلى جانب الدبابات والطائرات.