عذراً, أبي!!

صالح محمّد جرّار/جنين فلسطين

[email protected]

عذراً , أبي , فلأنتَ في أعلى مقامِ أُبوّةٍ ورجولةِ البطلِ الهُمام !!

وأنا الضّعيفُ جناحُهُ ,

لا أستطيعُ بلوغَ قمّتِك الّتي راحتْ تعالى في السّماءِ, تزاحمُ النّجمَ المضيء !!

فلئن رثيتُكَ , بان عيّي

واستحتْ عندي القوافي , وانتهى أمْرُ الكلام !

كيف أرثيكَ , ولا أملكُ فُلْكاً تمخرُ البحرَ العُباب ؟!

بحرَ عمركَ حاوياً من كلّ ما يُعيي الخيال !

قرْنٌ من العمُرِ المباركِ !! كيف يوصَفُ بالكلام ؟!

*******

قد كنتَ من جند الخلافة في فلسطينَ

تؤدّي واجب البطل الهمام !

لكنّ غدرَ العُرْبِ هاض جناحَكم يومَ النّزال !!

إذ مهّدوا الدّربَ لمحتلٍّ تآمر في الظّلام !!

فإذا المآذنُ في فلسطين وأرضِ العُرْبِ والأقصى تنوحُ مع الأذان !!

فلقد غزاها الكافرُ الملعونُ في غسَق الزّمان !

ومضى يفرّقُ بين جمع المسلمين بكلِّ حقدٍ وعداءٍ وانتقام !!

حتّى استجاب الخانعون المارقون

وصفّقوا للكافر المحتلّ أقصانا وقبرً صلاحِنا والرّافدين

والأزهر الوضّاء حتّى شاطئٍ يذكر مَن خاطبه ذاك الزّمان

تبّاً لهم !! خانوا بلاد العرْبِ والإسلامَ والبلدَ الحرام !!

 **********

لكنْ إباؤُكَ , يا أبي , والصّحبِ في زمن الشّدائدِ والهموم

حملوا الأمانة إذ مضَوا

يعلون أعلام الجهاد

يناوشون عدوَّنا , رغمَ المكارهِ والفتن

وبكلّ ما أوتي المُطارَدُ والمُحاصَرُ

من عتاد العزم والأمل المنير

فقد استمرَّ جهاد أبطالِ الشّهامةِ والمروءةِ والهمم !!

حتّى أتى يومُ الرّحيل لجنّة الخلْدِ ودار المتّقين !!

 ************

عذراً , أبي , فحديثنا هذا يطولُ

غيرَ أنّي لست أنسى سعيَكَ الدّائبَ للرِّزق الحلال !!

فسقيتَه عرَقاً تصبّبَ

مثلَ قطر الغيث والدّر الثّمين !!

هذا إلى خلَفٍ تربّيه على الإسلام والخلُق المتين !

 ********

عذراً , أبي , لا أستطيع الوصف للجهد العظيم !!

عذراً , أبي , لا أستطيعُ إحاطةً بثمار عمرك , يا أبي !!

فهو عمرُ المخلصين العابدين القانتين !!

 فجزاك والأمَّ الحنونَ رفيقة الدّربِ الطّويل

ربُّ السماواتِ وربُّ الأرض ِ ربُّ العالمين

يجزيكما ربّي الجِنانَ وما يجازي الصّابرين

إنّي لأدعو اللهَ أن نلقاكمُ

في جنّة الخلد ودار المتّقين

فنجاور الرّسل الكرامَ وصحبهم والصّالحين

هذا وأختم بالصّلاة على النّبي وحمْدِ ربِّ العالمين !!

************

ابنكم البارّ الّذي لا يفتر عن الدّعاء لكم وللمسلمين بكلّ خير