اعتذار مُهشَّم

اعتذار مُهشَّم

(إلى أحرار سورية بين شاهد وشهيد)

ذ. سعيد عبيد / مكناس - المغرب

[email protected]

أحصوا قتلاكُمْ

إنا لاهونْ

في مضغ القاتِ

وفي حَقن الأفيونْ

أحصوا قتلاكمْ

إنا في شغلٍ فَكِهونْ

فإذا ما تمَّ الإحصاءُ

وجدَّ الجِدُّ

أتيناكمْ

لنعاودَ عدَّ المقتولينْ

نتثبّتَ... فَلُّ الشكِّ يقينْ

...

تبّاً... ما أقوى مفعولكَ يا هذا الأفيونَ الملعونْ!

ما تلبثُ تفضحُنا

والعالم آذانٌ وعيونْ

***

عفواً

معذرةً يا شعبَ الشامْ

كذبَ الواشونْ

من قال بأنا أسْلمناكمْ

أو أنا عنكم منشغلونْ؟

كلا… إنا آتونَ الساعةَ… بل قبل الساعهْ

إنا آتونْ

بزئير فوق زئير جماهير الكرة المسنونْ

وصهيلٍ أعنفَ من صخب الموسيقا المجنونْ

وصفوفِ جنود الإستعراض بأحذيةٍ لمّاعهْ

وصراخ الطلابِ

                 مع الشعراءِ

                               مع الباعهْ

لن نأتيَ مِن وجَلٍ فرداً فردا

كلّا وبنا شَممٌ

إنا آتونْ

مليوناً في إثر المليونْ

***

طفلُ الملجإ يسأل أمَّهْ

ما أنساهُ الفقدُ أباهْ:

أماهْ

ما معنى قولِ أبي يرحمْهُ اللهْ

"أوَليسَ فقاقيعُ الأصوات إذا انفجرتْ

كفقاعات الصابونْ"؟

***

ماذا يا عملاق الشامِ الجبارْ

ترجو من موتى اختاروا طوعا أن يثوُوا في الغارْ

ما خصَّ اللهُ لهمْ ملَكاً ليُقلِّبهمْ

ما داموا همُ اختاروا

إلا أن تُبعَث من جَدثٍ عنقاؤهمُ

قد طالَ المَوتُ

وجلَّ الفَوتُ

وما شبَّتْ في جمرتهمْ نارُ؟

***

عذراً، سقطتْ كلُّ الأعذارْ

الغارُ خِيارْ

والنارُ خيارْ

فتعالَ فإنا يا عملاق الشامِ

نقَبنا في حيطان الغارِ كُوىً

دعْ عنكَ خرافات الموتى الآتينْ

وتعالْ

وابْهَتْ بالنار ظلامَ العارْ

أوَلم يُقسمْ شرفاً ربُّ الأكوانْ

بالتينِ وبالزيتونْ؟

فتعالَ تعالْ.

[*]  صدر له "مكابدات في الطريق إلى النور" (شعر)، و"الإهانة" (مجموهة قصصية).