ولسوفَ نحيا باليقينْ

زاهية بنت البحر

 ….. فبأيِّ عيدٍ يفرحُ القلبُ الحزينْ؟

وبأيِّ حلوى نُسعِدُ الأطفالَ في زمنِ المذابحِ والحرائقِ والسّجونْ؟

وبأي حُلْمٍ نستعيدُ براءةَ الإخلاصِ في وطنٍ بهِ

جناتُ عدْنٍ قبلَ جنَّاتِ السَّما قد أزلفتْ للنَّاظِرِينْ؟

وبأيِّ ماءٍ نرتوي ..

والنَّبعُ جفتْ فيهِ أمواهُ النَّقاءِ وحُنْظِلتْ للشَّاربينْ؟

وبأيِّ حُبٍّ نحضنُ الأيامَ أحبابًا بوأدِ عداوةٍ

قد أُوقدتْ بيد الرّعاعِ المارقينَ وفرَّغتْ

ْ نبضَ القلوب من الصَّفاءِ وسعَّرتْ

بالحقدِ حُضنًا للرَّبيعِ وروحِه..

. ولكلِّ فصلٍ في أغاريدِ البنينْ؟

وبأي حرفٍ نكتبُ الأشْعارَ تنضخُ بالْجمالِ وبالهوى..

والموتُ يعصفُ في البلادِ بريحِهِ الهوجاء يقتلعُ السلامَ من الجذورِ ويمتطي

خيلَ الجنونِ على هواهُ معربدًا في كلِّ ناحيةٍ

على مرِّ الدقائقِ والثوانيَ لا يكلُّ ولا يلينْ؟

وبأيِّ نفسٍ نسمعُ الأخبارَ تنعي عزَّةً قد كنتُ أعشقُها

وأشردُ في مضاربِ فخرِها.. نشوى بها

والشِّعرُ يسرقُني لها في كل حينْ؟

لم أقترفْ صمتًا إذا حطتْ بها نكَبٌ

وسالتْ في شرايينِ المتاهةِ بعضُ قطْراتِ الدِّما.. ..

لم أرتكبْ فيها حماقاتٍ تُجَمِّرُ وجهَها خجلًا فكيفَ اليومَ ذلَّتْ؟!!

مَنْ وراءَ الذُّلِّ يامَنْ أُخرِجتْ للنَّاسِ في أعلى السَّنامِ كريمةً

في العالمينْ؟

أتقزَّمتْ أم قُزِّمتْ؟

أمْ أشْبعتْ ركلا وضربًا فوقَ رأسٍ كانَ في زمنٍ تولى

قدْ أضاءِ بها الجبينْ؟

ماهمَّني إنْ قُزِّمَتْ أو أُشْبِعتْ ركلا وضربًا

طالما الأطفالُ في بلدِ السلامِ يذبَّحونَ كما النِّعاجِ

وقدْ أعمَّ الصمتُ دنيا النَّاسِ في كلِّ البلادِ

فأيُّ همٍّ بعَد ذبحِ صغارِنا و شيوخِنا

أوبعدَ هتكِ العرضِ سوفَ يهمُّنا

وعيونُ أهلِ الأرضِ مغمضةٌ بهم

وقلوبُهمْ في لهوها عنَّا مبينْ؟

ماضرَّ ضوءَ الشَّمسِ سترُ غمامةٍ

فالنورُ في شمسِ الحقيقة لايغيبُ

وإنْ تذانَبتِ الغيومُ ولبَّدتْ صفوَ السماءِ

فكلُّ شيءٍ لانتهاءٍ ذلك الحقُّ المبينْ

سأظلُ أصرخُ دونَ خوفٍ

إنَّنا رغمَ المجازرِ لنْ نهونْ.

ستظلُّ عزةُ شعبِنا فوقَ الذي رسموا لنا

تأبى الرّضوخَ لكلِّ آلامِ السِّنينْ

ولسوفَ نحيا باليقينْ

ولسوفَ نصمدُ باليقينْ

ولسوفَ نجتازُ الشجونْ