حجاج بيت الله

حجاج بيت الله

هائل سعيد الصرمي

hl11111@hotmail.com

حنت لروض محمد صلواتي      

    واستبشرت بلقائه نبضاتي

وسرت بي الأشواق قبل مسيرتي 

   فغدوت والأشواق في عرفات

حجاج بيت الله من أوزارهم    

     غسلوا القلوب بأنهر العبرات

نادوا إلاهاً واحداً وجميعهم       

   حطوا الرحال بساحة البركات

عرفات يحضنهم على عرصاته   

  وعلى المحيا بسمة الوجنات

صلى وسلم للملايين التي       

    لبت، وصلت سائر الفلواتِ

يوم مهيب باركته يد السماء     

  وتجلت الأنوار في العرصات

عرفات يغشاه الجلال لأنه    

    حضن الوفود ومورد الرحمات

لله ما أحلى الوقوف بساحه     

    والقلب يشرق من ضيا النفحات

وترى الدموع على الخدود كأنها   

  سيل تفجر من لظى الزفرات

تضفي على العبد المؤمل راحة   

    ليذوق صفو حلاوة العبرات

تتزاحم الرحمات بين ضلوعه   

    وتفيض بالخطرات والآيات

رغم الحشود فكل قلب ناظر    

      لله مجمــــــوع بغير شتات

متبتلاً متوجهاً لله منـــ         

      كسراً يروم المحو للسوءات

فيعيش معنى القرب في لحظاته    

     لله ما أحلاك من لحظات

وإذا أفاض الناس بعد وقوفهم    

  نزلوا (بمزدلفٍ) على الساحات

ناموا على فرش الحصى فكأنها   

  من سندس الفردوس والجنات

وتوجهوا بعد المبيت إلى منى   

    زمراً على الأقدام والصهوات

نثروا دموع الشوق في محرابها  

  رفعوا الأكف بأطيب الدعوات

ذبحوا أطايب هديهم وتحللوا     

   من بعد رمي كبيرة الجمرات

لله ما أحلى لياليها منـــى         

     ووددت فيها لو أعيش حياتي

سأكون كالأملاك فوق ربوعها  

   وأذوق طعم الأنس في سجداتي

قلبي هناك معلق بربوعها       

      يا ليت حول ربوعها سنواتي

طافوا الإفاضة والوداع وغادروا 

   البيت الحرام بموكب الحسنات

ليعود عبد الله بعد وقوفه        

       كالــــطفل مولوداً بلا زلات

حسناته قد أثقلت ميزانه        

     وعلـــــت به في أرفع الدرجات

ملأت ببهجتها سماء فؤاده     

       فإذا به متــــوثب العزمات

في همة موصولة بالله        

  لا يلوي على الأوزار والشهوات

ما عاد مثل الأمس ليس يهمه  

  سير الليالي وانقضا اللحظات

بل همه الأيام يعمرها التقى    

    والذكر عبر دقائق الأوقات

يا رب بلغنا بفضلك دائماً     

   برد الوقوف بساحة الرحمات