أبي

لؤي نزال

يا أبي

في زوايا البيت تسكن

ريحُ تبغٍ

ريحُ بخورٍ

وصدى صمتك

واحتمال لم يكن...

أن لا تعود

في تراب الأرض

هذه الكف

تبصم من شذاها

ويد بالمعول تضرب

حفرةً

كي تزرع وردة

في مكان ها هنا

أنت جلست

ومكانٌ فيه سرت

ورنين الصوت يصدح

يا أبي

كيف صارت، صرخةٌ

صمتاً طويلاً

يا أبي اشتقت أن أهتف باسمك

رغم أني يا أبي

صرت أباً

أحلم الآن

ببريقٍ كان يلمع في عيونك

وقعُ رمحٍ

في عميق العمق كانا

يوم رحت

في زوايا البيت أبي منك بقايا

ريح عطرٍ

وبقايا كيس تبغٍ

ووريقات تركت

بعضها أشقاه طول الانتظار

ذلك المقعد وحده

لم يعد يلقى جليسه

يا أبي

داخل الجرار مشطٌ

داعب الشعر الكثيفَ

أبيضٌ كان وقارا

وأنين المشط في صمت يقول:

أين ذاك الشخص صارا؟

 

يا أبي

إنها الدارُ لك تشتاق أبي

إنها أزهار ليمون الحديقة لك تشتاق أبي

والشجيرات التي حول المكان

حبلى بالدموع

كلها تشتاق يوماً مع أبي

في زوايا البيت تسكن

ريح بُنِّك

وقع صمتك في مكانك

واحتمال لم يكن...

أن لا تعود ذلك اليوم أبي