مجزرة درعا

أحلام النصر

كُتبت أيام المجزرة

******

في درعا مجزرةٌ وقعتْ

تحكي الظُّلمَ أوانَ اندلعتْ

لكنَّ الأحرارَ انتصروا

وَغيومُ الذُّلِّ قدِ انقشعتْ

قتلوا كلَّ شريفٍ هتفا

بالحقِّ جِهاراً ما ارتجفا

أعلنَ صوتَ الحقِّ قويّاً

مِنْ هديِ القرآنِ ارتشفا

صاحَ بهمْ : حتَّامَ الذُّلْ

وَالظُّلمُ عدوٌّ للكلْ ؟!

لنْ نرضى قهراً أو بغياً ،

هيَ ثورتُنا رمزُ العدلْ !

مِنْ دينِ الإسلامِ حرمتُمْ

شعباً ملتزماً وَقهرتُمْ

فالطُّغيانُ يعيثُ بوطني

إفساداً وَلِذا حُورِبتُمْ !!

حتَّى في دنيانا نحنُ

حاربتُمْ فانعدمَ الأمنُ

لمْ تدعوا دنيا أو ديناً ،

وَالدِّينُ لدنيانا حصنُ !!

كيفَ يعيشُ الشَّعبُ سلاماً

كيفَ يذوقُ الحرُّ أمانا

وَالشَّرُّ بأرضي طغيانٌ

خوَّانٌ عبدَ الشَّيطانا ؟!

وَصبرنا أمداً وَدهورْ

فإذا بالإصلاحِ شرورْ !

كذبوا خانوا غصبوا اغتالوا

فهنا الشَّعبُ مضى لِيثورْ

يرفضُ عيشاً كالأنعامِ

كالحشراتِ وَأيِّ هَوامِ !!

يطمحُ لِيحقِّقَ أحلاماً

خضراءَ بِظلِّ الإسلامِ

أشبالٌ أبطالٌ كتبوا :

ارحلْ عنَّا أنتَ السَّببُ !!

فإذا جندُ البلوى غضبوا !

وَكأنَّ كلامَهمُ كذبُ !!!

ساقوا الأطفالَ الأحرارا

للسِّجنِ وَأضنَوهمْ نارا

في تعذيبٍ فَتْكٍ شَرِسٍ !!

فاكتسبوا في ذاكَ خَسارا

ضربوهمْ ضربَ الأعداءِ

جلدوهمْ جلدَ البغضاءِ

وَأظافرَهمْ قدْ قلعوها !!

يا ويلَ جنودِ البلواءِ !!

هذا طفلٌ غرٌّ حرُّ

لبسالتهِ يبكي الخيرُ

فلقدْ عانى وَلقدْ قاسى

مأساةً يحكيها الشَّرُّ !!

وَانتفضَ الأحرارُ جميعا

عافوا الخوفَ مدىً وَخضوعا :

بلغَ السَّيلُ زُباهُ فهبُّوا

أردوا هذا الظُّلمَ صريعا !

وَالأمُّ تحثُّ الأبناءْ

في عزمٍ وَسَنَاً وضَّاءْ

وَتقولُ لهمْ في إصرارٍ

قدْ أشبهَ فِعْلَ الخنساءْ :

[ارفعْ رأسي يا ولدي

لا تخفضْ رأسي اليوما]*

الفجرُ الحلوُ بِبَلدي

أشرقَ فلْتتركْ نوما

هتفَ البطلُ بكلِّ الفخرِ :

لبَّيكِ أيا أمَّ الحُرِّ

لنْ أسكتَ مِنْ بعدُ لِشَرِّ

وَسأهتفُ : ارحلْ للقبرِ !

وَمَضَوا ثورتُهمْ سلميَّهْ

تهتفُ : لا ليستْ حربيّهْ

ارحلْ عنَّا يا جزَّارٌ

لا تُشعِلْ حرباً أهليَّهْ !

لكنَّ الأشرارَ وباءْ

ينشرُ حقداً في الأرجاءْ

يعدو في ظلمٍ وَغباءْ

كي يُشقي كلَّ الأحياءْ !

قتلوا الأطفالَ الأبرارا

وَشيوخاً وَشباباً ثارا

وَحرائرَنا معْ جرحانا

فالصَّمتُ إذاً أضحى عارا !

وَطبيباً يُسعِفُ جرحاهُ

وَيكابدُ أسفاً بلواهُ :

أَوَ يُقتَلُ شعبي في وطني ؟!!

ذاكَ حرامٌ ما أشقاهُ !

أينَ الجيشُ يُبِيدُ عِدانا ؟!

أينَ الجيشُ يصونُ حِمانا ؟!

أينَ وَقدْ سُلِبتْ أوطاني

في شرٍّ عاتٍ أردانا ؟!!

ضربوا خزَّاناتِ مياهٍ

حرموا الجرحى مِنْ إسعافِ

وَطعامَ النَّاسِ لقدْ حرقوا

يا عالَمُ هلْ مِنْ إنصافِ ؟!!

قطعوا الكَهْرَبَ عنْ أحياءِ

وَطغوا حقداً دونَ حياءِ

في البيتِ وَفي المسجدِ وَبَغَوا

يا عالَمُ فاسمعْ لِنداءِ !

يا عالَمُ ما بكَ لمْ تسمعْ ؟!

أَتُراكَ بِدَمنا تستمتعْ ؟!!

لا تأبهُ للوطنِ المفجِعْ !!

يا عالَمُ فمتى قدْ تشبعْ ؟!!!!!!

ذاكَ يتيمٌ فقدَ الأهلا

تلكَ فتاةٌ ذاقتْ وَيلا

أينَ العدلُ يبدِّدُ ظلماً ؟!

أينَ الفجرُ يحاربُ ليلا ؟!

(دانا جَوَبْرةُ) قدْ أخذوها

قصُّوا الشَّعرَ لكي يؤذوها

ما اجترحتْ إثماً أو جُرْماً

هِيَ كلماتٌ قدْ كرهوها !

قالتْ كلماتٍ في شجنِ

ترجو الحرِّيَّةَ للوطنِ

لكنَّ المسكينةَ دفعتْ

في الزَّنزانةِ ضعفَ الثَّمنِ !!

مقبرةُ الشُّهداءِ بدرعا

نزفتْ جرحاً ذرفتْ دمعا

فيها شهداءٌ وَدِماهمْ

كالوردِ لقدْ ضاعتْ ضَوعا

أحرارٌ يفدونَ وطنَهمْ

كي تُزهِرَ بعدُ الآمالُ

ضحُّوا بالرُّوحِ وَما نكصوا

فأولئكَ حقّاً أبطالُ !

يا درعا ! يا درعا الجرحِ !

صبراً ؛ فيكِ رفيعُ الصَّرحِ

إنْ يمسَسْكِ شديدُ القرحِ :

فالظَّالمُ يألَمُ في نَوحِ !

حورانُ الحرَّةُ لنْ تركعْ

(درعا) (طفسٌ) (بصرى) (إزرعْ)

ثارَ الأحرارُ هنا عزّاً

(داعلُ) (جاسمُ) (غِصْمٌ) (إبطعْ)

(صيدا) (جيزةُ) (كركُ) (حراكِ)

(طيبةُ) (خربُ غزالةِ) (صِنْمَيْنْ)

وَ(نوى) (أمُّ الولدِ) الزَّاكي

(حارَةُ) معْ (شيخٍ مسكينْ)

يا أبطالُ صنعتمْ مجدا

وَقهرتمْ بالحقِّ الحقدا

ألهمكمْ ربِّي ذا الرُّشدا

فمضيتمْ وفَّيتمْ عهدا