قصة ثورة

م. عز الدين سلامة

[email protected]

كان يا مكان

يوماً ما في الماضي

دبورٌ قد حكم البستان

عَطِشَ النحلُ

وازداد الذلُّ

وماتت جوعاً صغرى الديدان

في يوم من ذاتِ الأيام

اغتصبت نحله

فاغتاظ الكُلُّ على الدبورِ

إذ بَلَغ القهرُ القمّة

فازدادت في النحل الهمّةُ

والنخوةُ هبت في كل الأركانْ

هجمت نحلات الحقل على الدبور بسرعة

فاغتاظت حرباءٌ كانت ترصد هذا المشهد

فانتفضت تتوعد

بالسرّ كي يَخبو هذا البركانْ

نجحت تلك النحلات بثورتها

فاختارت للعرشِ

من جنس النحل مليكة

ثائرةٌ وبسيطة

وفي الحقلِ جدُ نشيطة

قامت بالعدلِ كي تعلي البنيانْ

لكنْ تلكَ الحرباءُ وطابورُ الدبورْ

لم يمُهِلَها

وبكلِّ خَبيثٍ أَشغَلَها

كي ترجِعَ بالخسران

نَعَقَ البومُ في الإعلامْ

والقردُ حكى عن جور الأحكامْ

وامتلأت ساحات الإرض نعيباً

من سود الغربان

ماء الهرُّ

خار الثورُ

ضاعَ الطهر واختلط الأمرُ

والكلّ تنادى للرقص في الميدانْ

والساحات امتلأت من أحزاب الشيطان

فَأَذاع القُرُّ بيان

تَمَّ عزلُ النحل عن الحكمِ

فَبَكت صَملةٌ فرحاً

وتَلوت أفعى راقصةً

والثعلبُ صاحَ أيا بشرى

دَبورٌ ثانٍ خَلَصنا من حكم الإخوانْ

....

....

يا للخسران

يا للخسران