تعاتبني

قدري شوقت محمد الراعي

تعاتبني

قدري شوقت محمد الراعي

[email protected]

ولقد ساءل الحَوَرُ البديع معاتباً:

أين الدليل علي الصبابة والقلب الحبيبِ ؟!

فتشتُ في محرابك الشعري أزماناً

نقبت عن اسمي وعن رسمي

فخاب تنقيبي..!

كل القصائد ما كتبتَ للأوطان والثوار

تبيع الحب بالمجان ياعمري

فأين نصيبي؟!

تصوغ الشعر صلواتٍ ترتلها

علي شطآن أوهامٍ

وتختلي بربة الأشعار أياماً..

وما تختلي بي.!

تُغازل الوطن المسافر في شرايينك

وترشف الأحزان أقداحاً

محلاةً علي شطآن شعرك

بالنحيبِ...!

تجالس الفنجان ترمقه علي مهلٍ

كيما تُبشر في الوجود..

عن عدلٍ سيحيا..

عن حلمٍ سيولد في الزمن القريبِ

وتروي قصة الأوهام عن عهد سيأتي

عن قمر سيظهر للحياري

سوف يرجم ظلمة القهر العصيب

سوف يحمل بين كفيه النبوءات الحسان

وسط أدغال الهموم ..

وعتمة الصمت المريب..!

عن فأس الخليل إذا تهوِي

فلسوف تكنس في الهجير عذابنا

ولسوف تحصد هامة الوثن المهيب

وعصا الكليم تناوئها الخُطُوبُ

لكن ستلقف حين تسعي

وهم الظنون..

وخدعة السحر الرهيب

وكرامةِ اليسوع إذا مشتْ

بين الزهور الذابلات فإنها

خير حانيةٍ لهن وخير طبيبِ

ومنهاج الحبيب سفينةٍ

طوقِ النجاة لمن أراد تقية

من شبهة الشك المعيبِ

وتظل تحلم بالسراب وتختبي

في بردة الشعر المقفي

في هدأة الليل الكئيب

تغض الطرف عن ألق العيون

وعن سحر المحيا

تصم الأُذْنَ في الأسحار عن شدو العندليبِ..!

النهر الغموض بالأصداف مسكونٌ

أوليس يغري بالجنوح إلي التأملِ

في الدهاليز المثيرة..

في القاع الخصيبِ..؟!

تسافر في التشابيه البليغة

وإستعارات المجاز

فيما الحيقة فتنة لواحةٌ

للعقل اللبيبِ..!

إن كنت تزعم أن الشعر قبطانٌ

يجوب اليم نشواناً

فلماذا البوصلة الحمقاء جانحة..

علي شطآن شعرك للمرفأ الشحيبِ؟!

ليس التحضرُ أن تقول قصيدةً

إن التحضرَ في اقتناصات المعاني

وسط ألغام القصيدة..

أو تضاريس البيان العجيب..!