صرخة مشفق

عمر أبو عبد النور الجزائري

عمر أبو عبد النور الجزائري

[email protected]

هذه قصيدة تبين سماحة الاسلام وضلال الذين لطخوه بالدماء والاشلاء زعما انهم انصار لشريعته فضاعوا وضيّعوا

الإسلام عنوان لكل الأخلاق والقيم والمثل التي لا يختلف عليها اثنان من جميع الأديان

والملل ، من (حق،عدل ، رحمة ، سماحة ، حلم ، صبر شهامة ، كرامة ، إخلاص ،

إحسان ، إيثار ، أمانة ، صدق ، رفق ....... الخ ) . وقد تجسدت كل الأخلاق

في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،فمدحه الله عز وجل بقوله: "

وَإنّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ " وحصر عليه الصلاة والسلام رسالته في

الدّعوة إلى الأخلاق فقال :" إنّمَا بُعثتُ لأتمِّمَ

مَكاَرِمَ الأَخْلاَقِ ".

وتابع الصحابة الكرام عليهم الرضوان نبيهم في أخلاقه ففتحت لهم الدنيا

ورفع شانهم وذكرهم في الأولين والآخرين ، ومقولة ربعي بن عامر شاهدة في

التاريخ على أخلاقهم في جهادهم لدين الله اذ قال : " نحن قوم بعثنا الله

لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ،

ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة " ، ومن أراد من المعاصرين خدمة

الدين بغير الإيمان الصادق والأخلاق الفاضلة، من رفق ورحمة وسماحة فانّه

يجره إلى سوء الظّنون والتّهم ، ويكون صادا عن سبيل الله ، وفتنة للناس عن

دين الله ، ولا يزيد الصّفّ الإسلامي إلا تقهقرا وخبالا ، قال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام : " فَبِماَ رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فََظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ..." لذلك أهيب بالشباب المتحمس لخدمة الإسلام والتمكين له أن يكسب الإيمان الصّادق ويجسد الأخلاق الفاضلة حتى في تعامله مع الأعداء فضلا عن الأقارب والإخوان . إن الإسلام دعوة

إلى الأخلاق بالأخلاق ،عقيدته نعمة ، وشريعته رحمة ، وجهاده شفقة على

الأمم وحراسة للعدالة والقيم ، فالإحسان في الدعوة إليه يتمثل في إظهار

محاسنه بالإحسان به ، وذلك هو الملاذ الآمن من العدو الخبيث الذي يحاربنا

الآن

بالمكرِ أكثر مما يحاربنا بالكرِّ ، فيستدرجنا إلى الشّقاق ليردينا ،

ونخرب بيوتنا بأيدينا ، فلا نبقي دنيا ولا دينا . وقلبي في هذه الأيام على

ليبيا وسوريا ، حذرا من ان يجرَّهما كيد العدوِّ إلى فتنة دامية يشيب فيها

الولدان ، وينعدم فيها العدل و الأمان ، كما حدث ويحدث في كثير من البلدان

والقصيدة موجهة إلى كل مشفق حريص على سلامة الإسلام والإخون

قد   أوهنَ  القلبَ  بالأوجاع  iiوالسَّقمِ
عينُ  الحماة  على  الأوهام نائمة iiٌ
هل يفطنون إذا ما الكعبة ُ انهدمتْ
قداسة  ُ  الرُّوح  زيغُ  الفهم  عفَّرها
جرِّدْ  يراعَك  واطعنْ  في  النِّيامِ iiولا
قد   يبعثُ   الله   بالأبيات  iiمُنتبها
وقد   تُفجِّرُ   وعيا   في   iiجوانحها
عَرِّجْ   على  أمَّة  الأمجادِ  في  iiبلدٍ
*               *              ii*
يا  أهل  سوريا  أذى الأعداء يطلبنا
يا   أهل   سوريا  ولا  ترموا  بأمَّتكم
يا  أهل  سوريا حماةَ الحقِّ لا iiتَزِرُوا
شدّوا   الأياديَ   بالإيمان   iiواتَّحدوا
الشَّرعُ   يا  صفوة  الإخوان  iiرحمتُنا
الشَّرعُ   نور   وحبٌّ   في  iiجوانحنا
احيوا  الفضائلَ  من  رفقٍ ومن iiكرَمٍ
ليس  الجهادُ  لدين  الله  منغصة iiً
إنَّ  الجهاد  لهذا  الدِّين  مرحمة  iiٌ
إنَّ   الجهادَ  دفاع  ٌ  عن  iiرسالتنا
إنَّ   الجهاد  انتصارٌ  للحقوق  iiوما
هو  احتضانٌ  لدين  الحقِّ في حذَرٍ
السيفُ  فيه  ولو  شطَّ  العدى  iiقدرٌ
لا  قتل  لا  غلّ  لا  بلوى iiبشرعتنا
يا  أهل  سوريا  بجمع الصَّفِّ iiقوَّتنا
إذا   زرعتم   بذور   الهرْجِ  iiفارتقبوا
يا  أهل  سوريا  عدوُّ الدَّهرِ iiدحرجنا
عدوُّنا   اليومَ   أخزى   في  iiمكائده
نجُّوا   العقيدة  من  فخٍّ  ومن  iiحُفرٍ
المؤمنُ  الحقُّ  يا  أهل الهدى iiفطِنٌ
المؤمن  الحقُّ  يا  أهل النهى iiحذِرٌ
المؤمن   الحقُّ   سمْحٌ  في  iiتعامله
نصرُ   العقيدة   أن  تُبنى  iiمعالمُها
نصرُ  الشَّريعة  أن  تُعلَى  iiفضائلُها
*               *              ii*
الظُّلمُ  بالدّين  يا  شبل الهدى iiصنمٌ
فكِّرْ  وقَدِّرْ  ..  أيُرضِي  اللهَ iiمندفعٌ
وهل  يحبُّ  رسولُ  الله  دربَ iiردى
احذر   فخاخا   عدوَّ  الله  iiينصبُها
نزِّهْ   فؤادَك   عن  غلٍّ  يطيشُ  iiبه
الحقُّ  والرِّفقُ  في آيِ الهدى iiصرخاَ








































كيدُ   البغاة   فنارُ  الوجدِ  iiتضطرمِ
وعينُ    غائلةِ   الأعداءِ   لا   iiتنَمِ
كم  من  بيوتٍ  لربِّ  النَّاس  iiتَنهدمِ
والرُّوح  أقدسُ  في  ديني من iiالحَرَمِ
تغفل  كما غفلوا ، اصرخْ على iiالرِّمَمِ
فيخرج   الأمَّة   الثكلى   من  iiالعدمِ
تحي   به   ميِّت   الأفهام   iiوالهِممِ
يُخشى  عليه  هديرٌ  من  ردى iiعَرِمِ
*               *              ii*
فاستمسكوا   بصريح   الدِّين  iiوالقِيَمِ
نحو   الرَّزايا   ودرب   الذلِّ  iiوالألمِ
وِزرَ   الذين   أهانوا   الدين  iiبالتُّهمِ
لا   توهنوا   لُحمة  الإسلام  iiوالرَّحمِ
إلى   الخليقة   في  ليلٍ  من  iiالعُتَمِ
إليه    رغم   شرور   القوم   نحتكمِ
داووا  البرايا  بفيض  البرّ  من iiسَقَمِ
حرباً   وفتكاً   بلا   قصدٍ  ولا  iiكرمِ
بالرِّفقِ  بالحِلمِ  ..  بالأخلاق  iiيتَّسِمِ
يحمي   البرايا   يُنجِّيهم  من  iiالظُّلَمِ
نصَّت  عليه نصوص الدِّين iiوالنُّظُمِ
بالبذل     والبِرِّ    والإقدام    iiوالقلمِ
بالعدل   يُرفع   لا   بالحقدِ   iiوالنّقمِ
سبيلُنا  الأمن  والإنصاف  في iiالأممِ
لا   تتركوا   وحدة  الأوطان  iiتنقسمِ
طولَ  الشَّقاء  بشوك  الضرِّ  iiوالألمِ
نحو  الرَّزايا  لدفن  الدين  في iiالرَّدَمِ
يقضي    علينا   بأيدينا   فلا   iiيُلَمِ
حُطُّوا  بمدرسة  الأخلاق  في  iiالقِممِ
وا  كيف  أوهننا  الأعداء  بالوَهَمِ ii؟
وا  كيف  عاث بنا الأعداء كالبُهمِ ii؟
واكيف   مزَّقنا   الأعداء   بالنِّقمِ  ii؟
بالصِّدقِ  والرِّفقِ  والإشفاق في الأممِ
فعزَّة     الدِّين     بالإيمان    iiوالقِيمِ
*               *              ii*
متى  تتوب  من  الإخبات للصَّنمِ ii؟
يناصرُ  الدِّين  بالإخفار  للذِّمم  iiِ؟
يا  من  بحبِّ  رسول  الله  تلتزمِ  ؟
الذِّكرُ   يعصمُ  من  يقفوه  iiفاعتصمِ
قد   بات   ينخرُ  دين  الله  iiكالوَرَمِ
يا  قاصد  النَّصر ثقْ في الله واستقمِ