لبَّيكِ يا أختاهُ

(1) !

أحلام نصر

لبَّيكِ يا أختاهُ هاكِ الرُّوحَ تفدي طهرَكِ

لبَّيكِ إنْ عجزتْ يدايَ : فَدَى فؤادي عِزَّكِ

لبَّيكِ إنَّا لا نهابُ الموتَ أو نخشى الرَّدى

لبَّيكِ إنَّ نداءَكِ الأحرارَ لمْ يذهبْ سُدى

يا أختُ منزلةُ الحرائرِ عندَنا كالدُّرَّةِ

وَشبابُنا الأحرارُ قدْ صاغوا معاني النَّخوةِ

أنتِ السَّناءُ لنا حماكِ اللهُ مِنْ شرِّ العِدا

إنْ صحتِ يوماً سوفَ نمضي لنْ يضيعَ لكِ الصَّدى

يا مَنْ لها مُهَجُ الكِرامِ تذودُ عنْ شرفِ الحِمى

لا لنْ نخيِّبَ حُرَّةً نادتْ شباباً مسلما

إنَّا هنا نمضي ثباتاً شامخاً مثلَ الجبالِ

لسنا نخافُ الظُّلمَ يوماً أو قيودَ الإعتقالِ

فلْتعلمِ الدُّنيا جميعاً أنَّنا نفدي الحرائرْ

بالرُّوحِ بالدَّمِ ، ليسَ فينا غائبٌ خوفاً وَخائرْ

إنَّ الفتاةَ بديننا معزوزةٌ وَمكرَّمهْ

وَلِنصرها هبَّتْ أسودٌ سطَّرتْ ذي الملحمهْ

هيَ نصفُ مجتمعٍ بها قدْ أزهرتْ أحلامُنا

هيَ أختُنا أو أمُّنا ربَّتْ لنا أعلامَنا

هيَ إبنةٌ تحكي البراءةَ تحتذي إقدامَنا

هذي مكانتُها الرَّفيعةُ صاغها إسلامُنا !

طهرُ الحرائرِ في الشَّآمِ لَتستحي منهُ السَّحابْ

حصنٌ مَنيعٌ طالما قهرَ الذُّبابَ معَ الذِّئابْ

وَعلى حدودِ الحصنِ قدْ نزفتْ دماءٌ زاكياتْ

تفديهِ عزماً مِنْ وحوشٍ ضارياتٍ عادياتْ

ذيَّاكَ لا يبدو عجيباً – يا أخي – أو مستحيلْ

إنَّ الشَّبابَ المسلمَ الوضَّاءَ ذو أصلٍ أصيلْ

إنْ ماتَ معتصمٌ فكلُّ شبابِ شامِ لهُ حفيدْ

ألفٌ وَألفٌ ثمَّ ألفٌ معْ ألوفٍ بلْ يزيدْ !

لبَّيكِ يابْنةَ أمِّهاتِ المؤمنينَ وَثارُنا

مثلَ الجمارِ بهِ ينافحُ نخوةً أحرارُنا

يا أختُ إنِّي ابْنُ الشَّآمِ وَأرضُنا مهدُ الكرامهْ

وَشبابُنا الأحرارُ ديدنُهمْ فداءٌ معْ شهامهْ

قَرِّي أيا أختاهُ عيناً لنْ تعاني مِنْ هوانْ

قَرِّي .. فإنَّ الأُسْدَ تعدو بينما هربَ الجبانْ

يا أيُّها الأشرارُ فارتعدوا إذاً مِنْ غضبتي !

لا لنْ تنالَ ذئابُكمْ في غدرِها مِنْ نخوتي !

أناْ مسلمٌ عزمي فتيٌّ لستُ أرضى بالدَّنايا

أناْ صولتي بالحقِّ كي أُنْجِي مِنَ الظُّلمِ البرايا

وَلأجلكنَّ حرائرَ الأوطانِ أمضي لا ألينْ

وَأصيحُ : لبَّيكنَّ إنِّيَ ها هنا أحمي العرينْ

قدْ ثرتُ ضدَّ نظامِ شرٍّ حاربَ المجدَ الرَّفيعا

وَغدا ظلاماً حاقداً بلْ مجرماً وغداً وضيعا

قدْ حاربَ الإسلامَ وَالأخلاقَ معْ نهجِ الكتابْ

نشرَ المفاسدَ وَالرَّذائلَ كي ينالَ مِنَ الحجابْ !!

هيهاتَ تنجحُ أيُّها الجُرْمُ الملطَّخُ بالسُّخامْ !

أنسيتَ أنَّا مِنْ سلالةِ مجدِ أبطالٍ عِظامْ ؟!!

إنْ كنتَ شرذمةً مِنَ الإفسادِ وَالخلُقِ المَشينْ ...

فشبابُ سوريَّا شريفٌ طاهرٌ عالي الجبينْ !

بينَ الثُّريَّا وَالثَّرى فرقٌ كما الأفقِ البعيدْ

فالزمْ حدودَكَ لا تغادرْها أَيا جنسَ العبيدْ !

إنَّا عبادَ اللهِ لا نخشى وَلا نرجو سواهُ

قدْ فازَ مَنْ يحيا على حقٍّ وَيمضي في هُداهُ

               

    [1] بلسانِ شبابِ سوريَّةِ الأحرارِ باركَ اللهُ فيهمْ .