القط البريء

علاء السحرتي

مستوحاه من قصة رواها لي صديقي محمود حافظ، وله أهدي هذه القصيدة ..

هِـيَ  شِـيـمَـةُ الآبَـاءِ دَوْماً iiتَخْتَلِفْ
وَذَا غَـلِـيـظٌ لا يَـظَـلُّ iiصِـيَـاحُهُ
أَمَّـا  أََبِـي فَـالـظُّـرْفُ يَسْبِقُ iiخُطْوَهُ
إِنِّـي  لأَذْكُـرُ قِـصَّـةً لَـنْ iiأَنْـسَـهَا
أُمِّـي  بِـمَـطْـبَـخِـنَـا  تُعِدُّ iiغَذَاءَنَا
قَـالَـتْ  تُـنَـبِّـهُنِي : بُنَيَّ حَذَارِ iiمِنْ
خَـرَجَـتْ  سَـرِيـعـاً تَشْتَري iiلِغَذَائِنَا
وَأَبِـي  أَتَـى  مِـنْ شُـغْـلِـهِ iiمُتَثَاقِلاً
قَـدْ كُـنْـتُ أَْلْـهُـو حِـينَذَاكَ iiبِلُعْبَتِي
قَـدْ  شَـمَّـرَ الْـكُـمَّـيْنِ حَتَّى iiكُوعَهُ
وَلِـكَـيْ  يُـدَارِي  فِـعْـلَـهُ iiوَصَنِيعَهُ
وَأَتَـى إِلَـيْـهَـا بِـالـرُّفَـاتِ iiتَلُوكُهَا
هَـا  قَـدْ أَتَـتْ أُمِّـي فَـقَالَتْ : iiبُرْهَةً
دَخَـلَـتْ  لِـتَـأْتِي بِالْغَذَاءِ فَإِذْ iiبِـهَـا
تِـلْـكَ  الْـقُـطَـيْطَةُ قَدْ أَتَتْ iiبِطَعَامِنَا
قُـومِـي  إَلَـى دَكَـرٍ جَدِيـدٍ iiفَاذْبَحيـ
وَجَـلَـسْـتُ  آكُـلُ كَـاتِماً سِرَّ iiأَبِـي
وَرَأَيْـتُ  أُمِّـي - فِي ازْدِرَاءٍ – iiتَلْحُنِي
قُـلْـتُ لَـهَـا : أُمِّي - فَدَيْتُـكِ – iiإِنَّهُ
نَـظَـرَ  أَبِـي نَـحْوِي وَقَالَ مُقَاطِعاً ii:
ضَـحِـكَ  الجَمِيعُ، وَقَدْ تَكَشَّفَتِ iiالحَقِيـ




















هَـذَا  رَحِـيمُ القَلْبِ وَالثَّانَي صَلِفْ ii(1)
وَضَجِيجُهُ فِي البَيْتِ، وَ العَقْلُ سَرِفْ (2)
لَـكِـنَّـهُ  ذُو هَـيْـبَـةٍ، وَلَـهُ iiنَـقِفْ
وَالْـعُـمْـرُ يَـجْرِي، كَالثَّوَانِي لاَ iiيَكُفْ
دَكَـراً  مِـنَ الـبَـطِّ السَّمِينِ وَقَدْ iiعُلِفْ
قِـطَـطِ  الـجِوَار، وَمِنْ مُوَاءٍ لاَ iiتَخَفْ
مِـنْ فُـرْنِ عَـمَّ مُخَيْمَرٍ بَعْضَ iiالرُّغُفْ
جَـوْعَـانَ  مُـتْعَبَ، ذُو لُعَابٍ لاَ iiيَجِفْ
لَـمْ يَـلْـحَـظَنـِّي حِينَ أَمْسَكَ iiبِالْكَتِفْ
وَانْـهَـالَ  يَـأْكُـلُ لَـحْمَهُ حَتَى iiنَسَفْ
حَـبَـسَ  الْهُرَيْرَةَ  خَلْفَ بَابِ iiالْمُنْعَطَفْ
وَيْـحَ الْـبَـرِيءَ، فَلَنْ يُصَدَّقَ إِنْ iiحَلَفْ
سَـوْفَ آتِـيـكُـمْ بَـأَكْـلٍ مَـا iiسَلَفْ
صَـرَخَـتْ  تُـوَلْوِلُ ثُمَّ عَادَتْ iiتَرْتَجِفْ
قَـالَ  أَبِـي : لاَ تَـصْـرخِي أُمَّ iiخَلَفْ
ـهِ،  وَذَا الْـجَزَاءُ لِمَنْ تَسَبَّبَ فِي iiالتَّلَفْ
فَـأَنَـا  الَّـذِي  حَفَظَ الأُمُورَ وَمَا iiعَرَفْ
هَـلاَّ  هَـشَشْتَ  بِذي الهُرَيرَةِ iiتَنْصَرِفْ
قِـطٌ  كَـبِـيرٌ لاَ يُهـَشُّ وَلَوْ iiبـِخُـفْ
يَـا  بْنَ اللِّئَامِ عَنِ الْحَدِيثِ اخْرَسْ iiوَكُفْ
ـقَـةِ  عِـنْـدَ أُمِّي، وَأَبِي خَجِلاً iiكُشِفْ

الصَّلِفْ : المتكبر الذي يدعي فوق القدرة، وصلف الشيء صلفاً قل خيره.

السَّرِفْ : في العقل قلته، وهو ما لا نفع منه.