صرخة مئذنة..

عبد العزيز مشوح

إلى " جامع عثمان بن عفان " في دير الزور الذي قصف الطغاة مئذنته بالمدفعية .. فهوت تئن .. وتشكو إلى الخالق عزّ وجل .. كيف ينتهك المجرمون المقدسات في شهر رمضان المعظّم ..

..

ماذا جنيتُ لتهدموني ..

ماذا فعلتُ لتقصفوني ..

ماذا صنعتُ لتحرقوني ..

..

أنا فخرُ عزتكم ..

أنا أصلُ وحدتكم ..

أنا رمزُ دعوتكم ..

..

من قامتي رُفع الآذان ..

من مسجدي حلَّ الأمان ..

من منبري نطق الزمان ..

..

في كلُ يومٍ خمسُ مراتٍ أنادي للصلاة ..

في كل يومٍ تشهد الأفلاكُ نورَ الحق يسطع بالفلاح ..

في كل يومٍ تسجد الأكوان شكراً للإله ..

فلماذا تكفرون بنعمة المولى !؟

أذكركم بها فلا شكراً أتيتم .. بل بصقتم في الإناء ..

فإلى متى تتجبرون !؟

وإلى متى تتطاولون !؟

وإلى متى تتفرعنون !؟

..

فلرّبنا الرحمن إمهالٌ سما فوق الظنون ..

لكنه لا يمهل الطاغوت ..

فإن جاء الآوان ..

وتجاوز الجاني الحدود ..

نزل العذاب بهم ..

فلا تبقى صواعقه ظلماً

وقد عَصفت منون ..

..

إن تهدموا حجراً .. فإني قد غرست بشعبي الإيمان

يجتاح الفيافي والحصون ..

إن تحرقوا المحراب ..

فالقرآن في قلب الصغار ..

وفي نفوس المؤمنين ..

..

سيظل شعبي .. دافقاً بالخير

سامقاً بالحق ..

شامخاً بالعز ..

لا يخشى حقوداً أو غشوم ..

حتى تعود بلادنا ..

سعدى بأصوات المآذن ..

توقظ الغفلى وتقتلع الظلوم ..