لا تٌصالِح

لا تٌصالِح...

قدري شوقت محمد الراعي

[email protected]

إهداء إلي ... روح الشاعر المصري الكبير " أمل دنقل "

أيها الشعب المباع بغير ثمن في سوق مصر الشحيح

لا تعر أسماعك في المدينة للحواة...

من قالوا بأن الله تواب سيغفر للمسيئ وللقبيح

كلا أيها الشعب الذبيح..

لا تهاون في الحقوق..

لا تعرض بوجهك عن قصاصك أو تشيح

لا تنسي – لأجل من خذلوك – القضية

إن الدم المسفوح ظلما لا يباع بمأتم وضريح

أوليس الله عدلاً نادي بالقصاص..؟

هم من قتلوا يا أٌخَي  "محمداً" وخانوا "المسيح"

اقرأ دفاترك القديمة يا رفيقي..

فتش في زمان الحزن علك تمسك حلاً مريح

قد كنت ترسف في القيود وفي السلاسل ..

مثلما أسد جريح..

عصفور يطارد خطوه مطر وريح..

خرفان تسمن كل يوم كيما تساق لحتفها..

صبحاً بأعياد الذبيح.

أيها الشعب الجريح... لا تٌصالِح

**        **

مضي زمن ثقيل يا بلادي كان يجهر بالسفالة

كان يجثم فوق الصدور...

كنا في قبضة السجان نحيا كالثكالي

بكم كالحمير

وصم كالقبور

نرقد فوق أشواك ونحلم بالعدالة

ينقش في الحنايا الرعبَ وشماً..

جلاد....وسور

أفئدة في المحابس تشهد كل يوم نعيها

ليل طويل ليس يعرف ضوء شمس

لا يعانق خيط نور

أيها الشعب الصبور...لا تٌصالِح

**        **

قاهرة المعز الحزينةٌ يا بلادي كانت

صفقة بين اللصوص

ولقمة بالفم يأكلها الذئاب

أرباب السلطة , سادات المال

وما كان يخفي يا بلادي في الجراب

حدثتني الشمس يوماً أنها..

كانت تجول عيونها في وضح النهار

ترصد أخبار العدالة فوق أطلال السراب

فاستشاط الغيظ منها حين لاقت في الضحي

رجلاً يلملم قوته من بين أكداس القمامة والخراب

ورجلاً لا يبالي..

كريماً حين يلقي في حظيرته طناً من اللحم المٌتَبل للكلاب

وطن تصان بأرضه كرامة الكلب العقور

وشعب يكرم بالنعال وبالسياط وبالعذاب

الموت للشعب المطالب حقه..

والمجد للصوص المنتمين لفصيل الذئاب

أيها الشعب المهاب...لا تٌصالِح

**        **

أتراك تنسي يا رفيقي ليلة انتحر الربيع

والذئب يعوي في المدينة بعدما أخصي الجميع

قد صار ملكاً ألمعياً

فالتحية للمزور , والموالي , والوضيع

مرحي أيها الشعب المطيع

هاك صندوق الدعارة..

قد أتاكم بالأمير..

يحكم بالكتاب اللامقدس..

يشتريكم أو يبيع

يؤمن بالتحرر والشراكة

من أراد العيش سهلاً يا بلادي فليكن..

لصاً شريكاً..

أو إمعة خليع..

أيها الشعب الصريع...لا تٌصالِح

**             **

خدعوك يا سيد الأمم الحزينة

والشمس شاهدة عليهم والسنين

قالوا : سنزرع في المدينة أشجار العدالة

لا مهان ولا مهين

ونرضع من ثدي الكرامة لبناً مصفي

لا فطام ولا أنين

ونكتب في المحبة إنجيلاً وقرآناً

ونتلو للحياري أناشيد المحبين

سنغزل للوطن المقدس أغنيات

ونرسم بالعقول النيرات

حلماً للفضيلة يطرح بعد حين

زهوراً للسلام وللأمان

عناقيداً من الياسمين

وقالوا .. ثم قالوا .. وانتظرنا يا بلادي

حيناً .. ثم حيناً بعد حين

والمحدث يا رفيقي كان حزباً في الخرافة

عبقرياً حين يشدو ترانيم الشياطين

لا تدعهم يخدعونك يا رفيقي مرتين

حدق في الوجوه الثعلبية .. واستبين

ذا الوجه تعلوه الخطيئة..

والعقل ينضح بالسفالة..

والعار وشم بارز فوق الجبين

أيها الشعب الحزين ... لا تٌصالِح

**          **

إني لأعجب يا بلادي

للهراء وللخداع..

لمن يراوغ حين يهذي في المقالة أو يكيد

للصوص الثعلبية حين تعبث بالقضية

تستفيض...وتستزيد

كلا يا بلادي

أنا لا أبيع العرض والأوطان والإخوان

أو دم الشهيد

يا سيد العار البغيض..

رويدك لا تلوح بالرشاوي

إن هذا المال مالي

لا تخادع من جديد

قول حكيم يا بلادي أرتضيه ولن أحيد

العين بالعين اقتصاصاً

والدماء بالدماء..

غير ذلك يا بلادي لا أريد

أيها الشعب الشريد ... لا تٌصالِح