قصيدة وراءها قصة (4)

قصيدة : الليلة الآثمة

لعمر أبي ريشة

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

دفع أحد أمراء المحميات ستين ألف دولار لإحدى الغانيات مقابل ليلة حمراء يقضيها معها في الحرام . وقد استطاع الشاعر المبدع عمر أبو ريشة برومانسية درامية رائعة أن يصور هذه الليلة الآثمة وما أداه لهذه الداعرة من كرم آثم . وفي نهاية القصيدة يتهكم أبو ريشة على ذلك الأمير الآثم بقوله :

والبطولات على غربتها         في  مغانينا جياع خشع

هكذا  تقتحم القدس على         غاصبيها هكذا تسترجع

*********

( وهذه هي طبيعة أمثال هؤلاء من الأمراء والحكام في إهدار أموال الأمة ، واللعب بها لتحقيق متعهم وملاذهم الحرام . وفي 24 من إبريل سنة 1981 كتب إبراهيم الورداني تحت عنوان صواريخ ) بجريدة الجمهورية:

صباح الخير : ظاهرة صحف أوروبا وأمريكا هذا الإسبوع شيئان يلهبان الخيال : أولهما : بدأ زمن مع خارقة الفضاء المركبة كولومبيا !! .

وثانيهما : رجعت زمن إلى ليالي ألف ليلة مع هذا الفرح الخرافي الأسطوري للمحروس ( م . ابن الشيخ ز ) . ومن هولندا قبلها بأسابيع أقلعت السفن تحمل تلال الصناديق الورقية وبها عشرة ملايين لمبة لترشق في كل متر من صحارى وشوارع إمارة ( ش) .

 ومن أمريكا أقلعت الطائرات على جسر جوي ، تحمل بلايين العلب والمعدات من ثريات ، ورايات ، وقناديل يتميز منها 2 مليون صاروخ زينة ، صنعت خصيصًا لتطلق الزغاريد وتغريد البلابل .

 بريطانيا واسكتلندا تفرغت لصناديق المشروبات والمشهيات والمطوحات .... أما فرنسا فقد خلت مطاعم باريس من أساتذة المطبخ الفرنسي ومشاهير الميترات والجرسونات والمناولات ، حيث شحنوا في قوافل تصحبهم المطابخ الإلكترونية ، والتجهيزات بين أيديهم الحلل الفضية والأطباق الذهب والملاعق المرصعة بخصوص الماس والجواهر . ومن بلجيكا وسويسرا وألمانيا مئات ألوف من المقاعد والأسرة والأراجيح والديكورات .... ثم عشرات بل مئات من فرق الرقص والغناء والسيرك ووالت ديزني والجلا جلا .

 وفي فجر يوم الزفاف امتطي العريس المحروس ( م ) حصانه الأبيض ، وقاد قافلة من عشرين جملاً مطهمًا بالهدايا للعروس سلامة ، منها جواهر فقط ب 15 مليونًا . أما الشبكة فلا أحد يعرفها .

 الشيخ " ز" ظهر يرقص ممتشقًا سيفه الذهبي المرصع بالجواهر ، ممسكًا بعصاه المطهمة بفصوص من نوادر الماس ، وأهدى الأب لابنته مدينة تجارية كاملة أطلق عليها " ح سنتر " . وهي على شكل باخرة ، وتضم ثلاث بنايات ضخمة ، كل بناية من 15 طابقًا ، وبها فندق من 300 غرفة ، ودار للسينما ، و55 محلاً تجاريًا للاستثمار وتكبير الأموال .

 المطربون والمنشدون من مصر ومن تونس ولبنان ، والمغرب ، وكل نجمة ونجم نال ربع مليون . وتطوحت الرؤوس مع " سميرة توفيق " وهي تنشد أغنية " م . وسلامة " . بما ضجت له مشاعر أحد المشايخ ، فأهداها فورًا وأمام النظارة مرسيدس حمراء موديل 1981 ، ففاجأته " سمرمر " في الليلة التالية بإنشاد " أبو السيارات الحمرا .... يا هلا يا هلا " .

 عزيزي القارئ قل سلامًا على أموال سيدنا قارون ، فما عادت تساوي شيئًا أمام أموال سيدنا البترول ! ! اللهم ابق لنا القناعة تاجًا وعزة .

 *********

 ونشرت الجمهورية بتاريخ 20/4/1981 تحت عنوان "بيانات عن الحفل " :

 1- استمر الفرح سبعة أيام بلياليها .

 2- تكلف الفرح ما يساوي 28 مليون جنيه مصري .

 3- أحيى الفرح 500 فنان وفنانة منهم سميرة توفيق ، وعزيزة جلال.

 وكل ما ذكرناه سابقًا لا يدفع إلى استغراب الليلة الآثمة التي عاشها ذلك الشيخ المأفون . ولله الأمر من قبل ومن بعد .

صـاح يـا عبد فرف iiالطيب
مـنـتـهـى دنياه نهد iiشرس
بـدوي  أورق الـصـخر iiله
فـإذا  الـنـخوة والكبر iiعلى
هـانـت الخيل على iiفرسانها
والـخـيام الشم مالت iiوهوت
قال  يا حسناء ما شئت iiاطلبي
أخـتـك الـشقراء مدت iiكفها
فـانـتـقـي أكرم ما يهفو له
وتـلاشى  الطيب من iiمخدعه
والـذلـيل العبد دون الباب لا
والـبـطـولات على iiغربتها
هـكـذا  تـقتحم القدس iiعلى












واستعر الكأس وضج المضجع
وفـم سـمـح وخـصر طيع
وجـرى بـالـسلسبيل iiالبلقع
تـرف الأيـام جـرح iiموجع
وانـطوت تلك السيوف iiالقطع
وعـوت فـيها الرياح iiالأربع
فـكـلانـا بـالـغوالي iiمولع
فـاكـتسى من كل نجم iiإصبع
مـعـصـم  غض وجيد iiأتلع
وتـولاه  الـسـبـات iiالممتع
يغمض  الطرف ولا iiيضطجع
فـي مـغـانـينا جياع iiخشع
غـاصـبـيها  هكذا iiتسترجع