رثاء الشيخ العلامة عبد الرحمن الباني
( يرحمه الله )
د.عدنان علي رضا النحوي
[email protected]
رَحَلْتَ وفي الساحات ذكرٌ مُعطَّرٌ
وحَـشدٌ من الأحباب يلهَج صادقاً
ألا أيـهـا الباني! بَنَيْتَ من التُّقى
وفـي كلِّ ساحٍ خُضْتَهُ لكَ غَرْسةٌ
يـظلُّ عطاءُ المؤمنين على المدى
* * *
وشـاركـتَ في نادٍ يقومُ ودعوةٍ
تَـنـقَّـلتَ ما بين الميادينِ فارساً
* * *
ألا أيُّـهـا الشيخُ الجَليلُ فكم تُرى
رَفيقٌ مع الأصحاب أغنى تواضعاً
بَـنَـيْتَ وأعلَيْتَ البناءَ مع الهُدى
جـمَعتَ نديَّ العلمِ في القلبِ! زادُه
تـنـقَّـلـتَ ما بين الدِّيار لتنتقي
أبـرُّ عـلـومِ الأرضِ دينُ محمَّدٍ
وسنَّةُ هَدْيِ المصطفى! هديُ سيرةٍ
* * *
وكـم عَـزْمَـةٍ أَمضَيتَ لله دَرُّها
هَـجَرْتَ منَ الدنيا زَخارِفَها التي
فـكم فتنةٍ في الأرضِ أوقَدَ نارَها
* * *
ألا أيُّـهـا الـباني! بنَيتَ بعَزمَةٍ
مـضَـيتَ مع الدُّنيا وقلبُكَ خافِقٌ
كـأنـكَ في الدنيا غريبٌ ! وإنَّما
رحَـلـتَ عن الدنيا فيا عزَّ رحلةٍ
هـنيئاً لمَن أوفى معَ العُمرِ عَهدَه
* * *
فـيـا ربِّ أَنزِلْهُ على خَيرِ مَنزِلٍ
ويـا ربِّ فاجعَلْ قبرَه رَوْضَةً بِهاوفَـوحُ الـتـقى فيها أجلُّ وأكمَلُ
بـسـيـرتك الغرَّاء تزكو وتعْدلُ
رجـالاً لـهـم ساحٌ غَنِيٌّ ومَحْفلُ
من الفَضْلِ والإِحْسانِ ينمو ويكْمُلُ
غـنـيّـاً ! وعند الله أجْرٌ معجَّلُ
* * *
إلـى الله والـبرِّ الذي هو أجملُ
تـجـودُ وتُـغْني بالوفاء وتعجَلُ
* * *
نَـصَحْتَ بصِدقٍ من فؤادكَ يُرْسَلُ
وأرقـى سِـمـاتٍ بـالوَفاء تُكلَّلُ
بـعَونٍ من الرَّحمن يُغْني ويُكْمِلُ
يـقـينٌ يُزَكِّي العلمَ! تَغْنى وتنهَلُ
أبـرَّ الـذي ترجو وما هوَ أكمَلُ
كـتـابٌ من الرَّحمنِ وحْيٌ مُنَزَّلُ
أعـزُّ وأغـنى ما تَرومُ وتُوصِلُ
* * *
فـتَـرجو رضاءَ الله فيها وتأمَلُ
تُـثـيرُ منَ الأهواءِ ناراً وتُشعِلُ
دبـيـبُ هَوًى بين النُّفوسِ يُعَلَّلُُ
* * *
مـن العَدلِ! طُوبى للَّذي هو يَعدِلُ
هـنـاكَ مع الأُخرى تَرومُ وتأمُلُ
تـسـيـرُ على دربٍ قَويمٍ وتَنْهَلُ
وزادُكَ مـوفورٌ من الخير مُرْسَلُ
مـعَ اللهِ ! ذِكْـرٌ مُستَديمٌ ومَوْئِلُ
* * *
يَـطـيـبُ لـهُ أجرٌ غَنِيٌّ ومَنزِلُ
هَـنـاءةُ قلبٍ من عَطائِكَ تُوْصِلُ