عروسُ الصَّبا

عروسُ الصَّبا 

محمد نادر فرج

ميرلاند - أمريكا

[email protected]

أسـفرتْ  عن جمالِها iiالحسناءُ
طَـلعَتْ  كوكبُ البدورِ iiتَهادى
طَـلعَتْ  والدُّجى تطاوَلَ iiحتى
قـتَـلَ  اليأسُ عاشقيها iiفهاموا
حـيـنَ ظَنَّ الجميعُ أنَّ iiالمنايا
خَطرَتْ  كالشُّموسِ تنشرُ iiبشرا
وتـثـنَّـتْ  تـجرُّ ذيلَ iiفَخارٍ
قـلتُ مَنْ أنتِ قد فديتُكِ iiنفسي
فـأجـابـتْ بـعـزَّةٍ iiوجَلالٍ
أأنـا  مَـنْ قَصَدْتَ ويحَكَ إني
سـحَـرَ  الكونَ والأنامَ جَمالي
وكـسـاني  الهُدى ثيابَ iiفَخارٍ
خـطَـبَ المجدُ والتَّفاخُرُ ودِّي
وسَـمَـتْ لي مَآثِرٌ في iiالبَرايا
وتـراقَـصْـتُ للصَّبا تتغاوى
ذكـرياتُ الأصيلِ مجلسُ iiأنسٍ
فـالعَشيّاتُ والحمى iiوالخُزامى
هاجَ  منها في العاشقينَ iiشُجونٌ
رَقَّ  طبعي على فَظاظَةِ عَيشي
لِـيَ  أهدى الأصيلُ تاجَ iiلجينٍ
وعـلـى بَـسمةِ النَّسائِمِ iiأغفو
قـدْ سَلبتُ الورى بسحرِ iiبَياني
وتَـمـيَّزتُ في الفَصاحَةِ iiحتّى
أتـرى قدْ عَرَفتَني ليتَ شِعري
ليسَ في الكونِ عاشقٌ إن رآني
أنـا مَنْ اسمُها العروبَةُ iiروحي
مـولدي  بَعثَةُ الرَّسولِ iiأنارَتْ
قـدْ  تـفرَّدْتُ في الأنامِ بوحيٍّ
فـسَما بي إلى من معارجِ iiمَجدٍ
هـوَ كَـنْزُ الكنوزِ ليسَ iiيُباهى
هو ذا المصحَفُ الطَّهورُ ورَبّي
إنـهُ  مُـعجِزُ الزَّمانِ iiوحارَتْ
سـخِـروا منهُ جاهلين iiوظنوا
وإذا  كـلَّ مـا استبانوا iiجَديداً
ثَـمَّ  ألـفـوهُ مَـعلماً iiيتوارى
كـلَّ يـومٍ تـلوحُ منهُ كُشوفٌ
فـيـهِ فَخري وعِزَّتي iiوجَلالي




































فـاستنارَ  الدُّجى وعمَّ iiالضياءُ
فـي شـمـوخٍ يزينُها الخُيلاءُ
أطبقَ  اليأسُ واستحالَ iiالرَّجاءُ
تـتـلظَّى  منَ الأسى iiالأحشاءُ
قـدْ طـوتها وعاثَ فيها iiالفَناءُ
فـأضـاءتْ بـنورِها iiالغَبراءُ
حـمـلَ الـمجدُ طرفَهُ والإباءُ
قـصُرَتْ  دونَ حُسنِكِ الأهواءُ
ودَلالٍ  أفـاضَ فـيـه iiالحَياءُ
مَلأَ  الكونَ من شُعاعي iiالضياءُ
وتـغـنَّـى بـفتنتي iiالشُّعراءُ
مـا تـحـلَّـى بمثلِها iiالأمراءُ
وهـوتْ دونَ رِفـعَتي iiالعَلياءُ
فشعاري  النَّدى وسَمْتي السَّخاءُ
خَـطَـلاً والـنَّسائِمِ iiالصَّحراءُ
ومـعَ الـلَّـيلِ للهوى iiأصداءُ
هـي  والبيدُ والهوى iiوالصَّفاءُ
طـابَ  فيها معَ العَرارِ iiالمساءُ
ومـعَ الـلَّيلِ كمْ يطيبُ الحُداءُ
فـإذا  الـبـيدُ مُدنَفٌ iiوالعَراءُ
فـالـكَرى  مِنْ صَفائِها iiإغفاءُ
ولِـيَ الـشِّـعرُ طائعٌ iiوالغِناءُ
ذُهـلَـتْ من بَلاغَتي iiالحُكماء
أم  أضـاعَتْ بشاشَتي iiالأسماءُ
لـم يَـذُبْ أو يـهزُّهُ iiالإطراءُ
هوَ شَرْعُ الهُدى وسَمتي iiالعَطاءُ
مـن سَـناهُ الرُّبا وعَمَّ iiالضِّياءُ
عَـجـزَتْ عـنْ بيانِهِ iiالبُلغاءُ
قَـصُـرَتْ دونَ نيلِها iiالأهواءُ
وإلـى الـنـاسِ رَحمةٌ iiوشِفاءُ
يـصـطَفي فيهِ للعُلا مَنْ يشاءُ
كـيفَ  تَرميهِ بالرَّدى iiالأعداءُ
أنـه رَثَّ أو عَـراهُ الـعَـفاءُ
كـشـفـتْ عـنه هِمةٌ iiقَعساءُ
نـطـقـتْ  فـيه آيةٌ iiزهراءُ
أدركَـتْ فـيهِ عَجزَها iiالعُلماءُ
وهـو الـرُّوحُ شـأنُهُ iiالإحياءُ