من جميل القصيد وبديع الإلقاء

د. رأفت محمد رشيد الميقاتي – لبنان

ظُلُماتُ وجهِك أَلْهَبَتْ مني القصيدْ يا تعَسَ عَقْلِ المرءِ إنْ نَطَقَ العَقِيْد

عَتَهٌ وجَهْلٌ والتَّهَلْوُسُ قائِدٌ هو ثورَةٌ حَجَرت على العقلِ الرشيدْ

يا أيُّها القَذَّافُ سُمَّاً ناقِعَاً حارَت عقولُ الخلقِ في نُطقِ الصَّديدْ

هَذَيانُك الفَضَّاحُ أضحَى مَعْلَمَاً قَد أعجَزَ العُلَماءَ والطِّبَّ الجَديد

يا قاتلَ العُلَمَاءِ يَا مَن شَعْبُه في السِّجْنِ أو فِي النَّفْيِ أوْ أضْحَى الفَقِيْد

عُمِّرْتَ في دَجَلٍ تُخَادِعُ أمَّةً بِئْسَ الـمُعمَّر عَاشَ فِي طَيْشٍ مَدِيد

أَقَسَمْتَ أَن تَبْقَى زَعِيْماً خَالِداً وَلَو ٱن شَعْبَك فِي الدِّيار غَدا الشَّريد

هَذِي الجَماهِيرُ التي أذْلَلْتَها مَرَدَتْ عَلَيْكَ وأنتَ شَيْطَانٌ مَرِيد

وَشَتَمْتَها .. بالفُحْشِ قَدْ قابلتَها حقّرتها .. يَا أيّها " الجرْذُ " الطَّرِيْد

قتّلتها .. بالطائرات قَصَفْتَهَا وأَبَدْتَ أَلْفَاً تِلْو أَلفٍ يا عَنِيد

واعَدْتَها "بالزَّحْفِ" قَدْ "قَدَّسْتَه" ذَبَّحْتَهَا وَطَعَنْتَ فِي عُمْقِ الوَرِيْد

مَا أَنْجَسَ الأَوْغَادَ فَوْقَ عُرُوشِهِم صَنَعُوا قَوَائِمَها عِظَاماً مِنْ شَهِيْد

شَرِبُوا الدِّمَاءَ مِنَ الجَمَاجِم حُرَّةً نَظَمُوا مِن الآهاتِ أوْتَارَ النَّشِيْد

يَا غَاصِباً قَهَرَ المَدَائِن جَهْرَةً أَنَسِيتَ قَهْرَ اللهِ والبَطْشَ الشَّدِيْد

يَا أيُّها الصُّعلوكُ حَسْبُكَ غَفْلَةً حَارَبْتَ رَبَّ الكَوْنِ أهْمَلْتَ الوَعِيْد

نَادَوْكَ يَا "مَلِكَ المُلُوكِ" رَضِيْتَها وَوَقَفْتَ مَزْهُوَّاً تُحَيي ذا العَدِيد

وَكَتَبْتَ "أَخْضَرَكَ" الذِي قَدْ قِئْتَهُ أَلْزَمْتَ شَعْبَكَ شُرْبَهُ أنتَ الوَحِيد

وَحَسِبْتَ أنَّكَ مُلْهَمٌ ومُؤَيَّدٌ وَمُدبِّرٌ للأرْضِ والبَاقِي عَبِيْد

هيَ سَكْرَة أَخَذَتْ بِلُبِّكَ سَاْعَةً قَد قُلْتَها : إِنِّي أنَا المَجْدُ التَّلِيْد

يَا أيُّها الجَعدُ المُشَعْوَذُ حُكْمُهُ تَبَّتْ يَدَاكَ اليومَ إذْ أنْتَ المُبيْد

يَا إِخوة الإسْلاَم هلْ مِن صَائِدٍ للذِّئْبِ مِقْدَامٍ وكَرَّارٍ يَصِيدْ

يجْتَثُّ رَأْسَ البَغْي يَحْصِدُ هَامَه فَشِفَاءُ صَدْرِ القَومِ فِي هَذا الحَصِيد

لَو كُنْتُ أملِكُ حِيلَة لفَعَلتُها وقَتَلْتُكُمْ .. واللهُ يَحكُمُ مَا يُرِيد

يَا أهْلَ بِنغَازِي غَسَلْتُم أَرْضَكُم مِن رِجْسِ غَازِيكُم فَهَذَا اليومُ عِيد

أمَّا طَرَابُلُسُ التِي قَد عُذِّبَت فالله أسألُ أن تُحرَّرَ من جَديد

دَمْعُ اليَتَامَى مُحْرِقٌ ومُزَلْزِلٌ وكذا الثَّكالى مرعبٌ وهو المزيد

اليومَ يوم الصبر .. صبراً أهلَنا وغَدًا بإذن الله يَنْتَحِرُ العقيد