الله بالمرصاد للظالمين الأوغاد
أبو صهيب (فلسطين) الضفة الغربية
لـكـل شـيء لـه وقت وميعادُ
أيْـقِـنْ بـهـذا ولا تحزن لنائبة ٍ
فـي كـل يـوم لـه شأن يُدَبِّرُهُ
من أغضب اللهَ كُلُّ الكون يُغْضِبُهُ
تـسَـبّـح الله إن طوْعا ومُكْرَهَة ً
يـا ظـالمين لكم في الدهر أمثلة ٌ
فـانظر لِتونُسَ كيف الظلم أيقظها
فرعونُ مِصْرَ طغى ما كان معتبراً
هـي الـبداية عقدُ العُرْبِ مُنفَرِطٌ
فـالـحـمد لله أن عشنا إلى أجلٍ
فَـلـيـعْلمِ الناس أن الظالمين لَهُمْ
يـا ظـالمَ الناس مغرورا بقوته ِ
جـاء العذاب لهم ريحاً مُزَمْجِرَة ً
مـا مـنْ ظـلـومٍ فإنَّ الله آخذهُ
أقـولُ للشَّعْب ِإن خفْتَ الظلوم فَقَدْ
والشعب مهما يكُنْ كانَ الأمير لَه ُ
حُـكـامنا شجَرٌ والسّوسُ ينْخُرُها
لـلـنـار أخشابها والنارُ مَوْئلُهُمْ
ثـار الـكرامُ وحيَّا الناسُ ثورتهم
يا ويح نفسي إذا ضاع الجهاد سدى
إذا أصِـبْـنـا بأيِّ الشَرِّ أفْرَحهُمْ
هـمُ الـعَـدوُّ فـلا تأمنْ لهُمْ أبدا
هـو الـتـحرُّرُ للإنسان ِ أمْنية ٌ
الـكـلُّ يـرْنو لهذا اليومِ منتظراً
عجبْتُ كيف ملوك الكفر قد عَدَلَتْ
حـذارِ مـنْ ثـورَةٍ تهْفو لثرْوَتها
مَـنْ قـام لـلـه كان الله ناصرَهُ
يـا أمـة ً بـلَغَتْ شأوَاً وَمَنْزِلة ً
أيـنَ الخلافة شَمْسُ الله قَدْ سَطَعَتْ
فـالـشمس إنْ طَلعتْ للكل نافعة ً
والـيـومَ ضَلّوا وعِلْمانيَّة ٌ حَكمَتْ
زاغوا عن الدين بعد العِزِّ فانْتكسوا
هـوَ الـكـريم ُ إذا آلاؤُه ُ شكرَتْ
يا غافلاً دعوةَ المظلوم إذْ صَعَدَتْ
الله يـغـلـب مـهما كُنتَ مُقتدراً
هـي الـنـهاية ُ للظُّلام ِ مُرْعبَةٌ
كـمْ مـنْ ظـلومٍ إذا حانت نهايتهُ
قـدْ كانَ مِنْ قَبْلُ يلقي الأبرياءَ بِهِ
هـذا هو الخِزْيُ في الدنْيا يُلازِمُهُ
كـيـف الـنجاة ُلهُ والكلُّ يلعَنُه ُولـيـس يـنـقصُ مقدارٌ ويزدادُ
حـلـتْ عليك ولا تسْرُرْكَ أعيادُ
يـعـلـو أناسٌ ويهوي فيهِ أوْغادُ
كـل الـخـلائـق ِ للخلاق ِ عُبَّادُ
إذا دعـاهـا بـأمْـرٍ مـنه تنقادُ
فـرعـون قـائـدُكُمْ والكلُّ أحْفادُ
والـشَّـيْنُ يُطْرَدُ عُقبى الظلم إبعادُ
حـتـى أطـيح به والحُكْمُ إفْسادُ
شِـبْـنا مع الظلم نحن اليوم أجدادُ
فـيـه الذئاب من الحكام تصطادُ
أقـسـى العقابِ وللمظلوم ِ إنجادُ
فـأيْـنَ قـوتـهـا إذْ أهلِكتْ عادُ
أعـجـازُ نخلٍ هوَتْ منها وأجْسادُ
الله يـمْـهِـلُ كم مِن ْ ظالمٍ بادوا
يـطول عهدٌ لأهل الظلم إنْ سادوا
شَـعـبٌ بـلا خـلقٍ واليه ِ قوَّادُ
ويـوم تـسـقـط للأحرار ميلادُ
فـالـظُّـلـمُ أصحابه للنار وُرّادُ
سـالت دماءٌ وبالأرواحِ قد جادوا
يخططُ الغرْبُ في مكر وَمَنْ هادوا
وإنْ أصِـبْـنـا بأيِّ الخيرِ حُسَّادُ
الـغِـلُّ فـيـهـم علينا ثمَّ أحقادُ
الـدينُ نادى به والشعْبُ قَدْ نادوا
بـأنْ يـحـاكـمَ خـوّانٌ وجلادُ
والـعَـدْلُ مِـنا وحُكامٌ لنا حادوا
قـامـت لدنيا ودينَ الله قدْ عادوا
ولـو تصدّى له الأشرارُ أوْ كادوا
أيـنَ الـحـضارَة ُشِدْناها وأمجادُ
زال الـظـلام ُبـها والكلُّ أجوادُ
لـيـستْ تحابي كذا الإسْلامُ إسْعادُ
والـشـعب وافقهُمْ والغرْبُ أسْيادُ
والـذلُّ صـاحـبهم إلا إذا عادوا
تـبْـقى مَعَ الدَّهر تكريما وتَزْدادُ
لـلـه تـشـكو فهل يحميك أندادُ
ولـسـتَ تـنصَرُ لو تفديكَ أجْنادُ
حـتـمـاً ستأتي لها وقتٌ وميعاد
يـزَجُّ لـلـسـجن بالأغلال ِمُنقادُ
سـبـحـانَ ربي إليه اليومَ يَرْتادُ
أمَّـا جـهَـنمُ في الأخرى لَهُ زادُ
والله حـاكـمُـه ُ والـناسُ شهادُ
المفردات:
* من هادوا: اليهود جاء في القرآن الكريم الذين هادوا.
* كادوا : احتالوا وخدعوا من الكيد والمكر والافساد .
