لحن بين عيترون ونيل القاهرة

إلى حبيب فارس

خالد كساب محاميد

– مخيم العزة – بيت جبرين

[email protected]

من عاد منا, لست أدري, لاحتواء الذات في الحنين؟

لم تنئ عني

يا انعكاسي في البدايات الجليلية

وأحكام النهايات الجنوبية.

ولا ظنّي أتاكِ الطلقَ

بين الرحم والأزهار في نيل الغزال. 

فأهداب الفراشات الجميلات الطويلة

احتوتنا سرَّ أحلام الطريق.

والروايات تسري بعمر الفتى,

بين قهر الهزيمة

وحلم العزيمة.

مفرداتٌ على ضفة الإختزالاتِ

والنرجس الفلسطيني.

قمرٌ حزينٌ يذهلُ الشجرْ

بغيابها ولَّت قصائدُنا وَضُوءٌ محتملْ.

تتآنسُ الكثبانُ من قمرٍ يحاكي سيرة

المتروّضين الحاضرين على الشفقْ.

فعليكِ لي تجديد منتسبٍ جديد العهدِ

لحبٍ أوّلٍ ونهاية الجوى.

ودَعِي أَغانِي القلبَ تبتكر الأملْ

واللحنَ للفرح الجديد.

هناك كنتِ يومَ مولدي

تُسَاهرينَ قمةَ الجبلْ.

وأم فارسٍ تُبَرِّجُ المدى بخصرك الرشيق.

تسلحين حبلَنا النشيد في غياهب الهوية.

وتصقلين شارتي لأمتي العتية.

فجُبْتُ يومها الرُبى مغنيا مغردا بلا توقفٍ

ولا انخماد صدح الأغنية :

بلادي بلادي بلادي

لم أتعب فلم أستغن عن

حَمْلِ القلب للإنشاد الناصريّْ.

حتى اللوح استخطى الطباشير الوادعة

حين اقتادني إسمٌ لإهدار اللازمة.

وجدتِني أداعب الأثير حين رنَّ مقبض الجرسْ

رفعتِني إلى السماء فوق صخرة البراق

أعتلي مسار رحلة الشتاء والهرمْ

فأنتشي لنيل مصر والصعيد يبتهج.

ويمنح الفراعنة جناح رحلتي لعيترون.

لن أغيب الآن عن حبر النشيد الحر.

بماء القلب أشدو اليوم حبي

بلادي بلادي بلادي

لك حبي وفؤادي

إلى آخر الأغنيات القديمة

وعن حبك لن نحيد.

 

لا تكتفي الألحان في إنشاد معناك العتيد

ولم تغدُ القوافي شاحبة

لا نحن أحرارٌ بلا زغرودة منكِ

ولا أنت منا على فرسخ الإنعتاق.

ها دمع أسرى ينضح النيل منا

كالحب شوقا يُبهج الأمواج.

انتظرنا يا حبيبي انتظرنا

يوم حلم الانعتاق

لا شك في أرض الكنانة في اختطاف المرحلة

ليس الرحيل,  الهجرة, لا المستحيل الباقي

ولا القاموس يحوي المستحيل

مرحى ومرحى بالنشيد

مرحى بأم باقية

مرحى بأم العالم الدنيا والواحات

مرحى بميراث العروبة

مرحى بمصباح الخصوبة

مرحى بمهماز الدليل.