إليكَ... (3)
05آذار2011
لمياء الرفاعي
لمياء الرفاعي*
بعد عمر كامل شاركته فيه الحلو والمرّ.. رحل الزّوج الذي جاوز الثمانين.. وظلّت شريكة الحياة تبكي ذكراه قصائد ترسلها "إليه" تَتْرَى.. حتى غادرت الدنيا بعد ثلاثة أعوام.. لم يَرْقَأ خلالها الدّمع ولا فَتَرَت الأشواق!
| الـغُـرفـةُ الـثُّـكـلى حَزينَهْ والـصَّـمـتُ يـسـكـبُ في وعـلـى تـبـاريـحِ السريرِ وخَـيـالُ طَـيـفٍ نـاحـلٍ طـيـفٌ تُـحـاورهُ الـمَـنايا قـدْ ودَّعَ الـدُّنـيـا نـقـيّـاً * * * وأنــا هــنـاكَ.. أضـمِّـدُ وأُسـائـلُ الأقـدارَ عـن عُمرٍ كـانَ الـرَّبـيـعَ إلـى الدُّنا.. كـانَ الـسَّـنـا فـي أعـيُنِ وإذا جِـراحُ الـمَـوتِ تُـدمي والـمَـوجُ يـهـوي بالشِّراعِ.. * * * مِـنْ بَـعـدِكَ الأيَّـامُ صـمتٌ صَـمـتٌ كـأنـفاسِ الغُروبِ ويـظـلُّ يـأخـذني.. ويسـ فـأراكَ فـي قـلـبي حَنيناً.. وأراكَ فـي روحـي أنـيـنـاً وأراكَ فـي عُـمـري.. غـداً * * * فـي كُـلِّ رُكـنٍ منكَ أنفاسٌ. فـي كُـلِّ رُكـنٍ دمـعةٌ.. أو ورؤىً وذكـرى كـالـسَّـنـا وظ_ـلالُ جُـرحٍ غ_ـائـرٍ وص____ـدى نـداءٍ واهِـنٍ وأراكَ حـلـمـاً أو سـرابـاً أحـيـا بـه الماضي.. وأهوى وأودُّ ل_ـو أنَّ ال_ـزَّم_ـانَ وتـعـودَ فـي عـمري ربيعاً وتـعـودُ فـي عـمري السَّنا * * * سـتـظـلُّ بعضاً من وجودي وأظــلُّ بـيـنَ الـغـرفـةِ وأصـونُ لـلأيـامِ عـهـداً.. فـهـنـاكَ يـومـاً نلتـقي.. | فـي لَـوعـةِ الـذِّكرى سَجينَهْ زوايـاهـا بـإشـفـاقٍ أنينَـهْ بَـكَـتْ جِـراحـاتٌ ثَـخينـهْ لـلـمـوتِ قدْ أرخى جُفُونَـهْ والـسَّـنَـا يَـعـلو جَبـينَـهْ والـرِّضَـا يَـروي يـقـينَـهْ * * * الـذِّكرى وأسـتجدي السَّـكينهْ مـضـى.. أبـكـي سِـنينَـهْ فـاغـتـالتِ الدُّنيا غُصـونَـهْ الأيـامِ.. فـاغتـالتْ عُيـونَـهْ فـي لـيـالـيـهـا مَـعِينَـهْ وتـسـرقُ الـرِّيـحُ الـسَّفينهْ * * * مـوجَعٌ.. أحـيَـا سُـكُـونَـهْ يَـذوبُ فـي روحـي الحزينَهْ ـكـبُ فـي مقاديري شُـجُونَهْ والأسـى يـروي حَـنـيـنَـهْ خـافِـتـاً.. أُخـفـي أنيـنَـهْ والـيـومَ والـذكرى الثمينَـهْ * * * . وآهـــاتٌ دف_ـيـنَــهْ شـمـعـةٌ ويـدٌ حـنـونَــهْ وخــيـالُ أيـامٍ حـزيـنـهْ والـمـوتُ قـد أدمـى وَتِـينَهْ يُـشـجـي بـألـحاني لُحُونَهْ ضــائـعـاً.. فـأهيـمُ دُونَهْ رغـمَ آلامـي سُــجُـونَـهْ يُـعـيـدُ للذِّكـرى فتـونــهْ كـنـتُ أرجـو أنْ تـكونَـهْ والـحـبَّ والـرُّوحَ الأمـينَهْ * * * والأمـانـي والـسَّـكِـيـنَـهْ الثُّكلى وأحـزاني.. سَـجِيـنَـهْ سـوفَ أحـيـا كـيْ أصـونَهْ قـلـبٌ وروحٌ مُـستكينَـهْ... |
أبو ظبي ـ الجمعة: 14 ربيع الثاني 1427 هـ.
12 أيّار 2006 م.
* لمياء عمر بسيم الرفاعي: شاعرة من مواليد سورية عام 1936 م. أقامت مع الأسرة في "أبوظبي" منذ مطلع الثمانينات. صدر لها ديوان بعنوان "قالت المرآة". رحلت يوم 30 كانون الثاني/يناير 2009 م.