جاء الربيع

جاء الربيع الطلق يختال

من تونس الخضراء له أفياء وأظلال

يخالط اليسمين عطر شهاده

والزهر اعضاء ...في الربى ..اشلاء

والنبع سال دماً

كي ترشف الصحراء

محمد صبّ الروح يسقي بها

اكثر من مئتي مليون زهره

وورده

يجتث اثنتين وعشرين شوكه من وعاء الحليب

وحبه التفاح

محمد شمس النهار لثوره

قنديلها

لا ينقص الزيت اشعال

تقحم جبهه الخوف الخرافي

النار لا تحرق الثوار بل

من اصابع الثوار

من بلاغه صمتهم

يفتح البركان

فيصهر القيد والخوف والاغلال

من ارض قرطاج ستبعث امه

تجزى الجنان ودون الجنه النار

وتحمل مشعل الانوار والاعياد

اقوام

 واجيال....واجيال

هذي نبؤه شاعر

من تونس الشماء

ترفع رايه

فيحذو حذوها

ملء الكنانه الاشبال

توضؤوا بماء الخلاص

احرقوا جنازه الواقع الخبيث

مستعبد يهوي

فلا تحميه حراس

واحوال ...واموال

جأت سنابل الامل الجميل

تحصدها

نساء وجوعى

شيوخ واطفال

فهناك ارض قد ازهر نبتها

وبشرى لأخرى

سار اليها من الغمام اقبال

مجد العروبه عاد يورق غصنه

دار الزمان ليكتب مرغما

فجرا جديدا

خلفه الابطال

احضر مدادك عادت فوارسنا

اعد الكتابه منذ الأن

عند لقائنا

تسحق الارتال

افق تفتح بابه مضرجا من يد

بيضاء دقت على مصرعيه

وجيشها استبسال

جاء الربيع

متمردا على فصول المعاناه

يقتل وعد الصيف

بالمطر الغزير

عاد من سفر

طويل عصيب

يمسح عينيه

من رماده الحارق

يخلع نعله البالي

بباب صرحه العالي

واصابع الشهداء

ترسم زهوه

فنا جميلا

تتوارى خلفه لاهل الفن اعمال

شهقات ارواحهم

برق السحائب

يأتي بعده الانزال

جأت به هويه مرفوعه

بوجه الزمان حمراء

يحطم ساعه الخراب الكبير

ويرفع ساعه النصر المرصع

من المحيط الى الخليج

سمفونيه تعزفها الطيور

على جدول الطمأنيه