أنا الثوري في الميدان

رأفت عبيد أبو سلمى

[email protected]

[email protected]

أنا الثوريُّ  في الميدانْ

أنا روحٌ من الإيمانْ

ولي في العشق موَّالٌ أغنيهِ

وشوقٌ  لا أداريهِ

ونبضٌ  مِن  سنا عزم ٍ

إذا سمعتْ  به الدنيا

تردِّدُهُ  تحاكيهِ

تدندنُ في معانيهِ

وتسبحُ في مغانيهِ

زئير الأسْدِ  في صوتي

يزلزلُ صولة َ الطغيانْ

بعزم ٍ واثق ِ الخطو ِ

يقدِّرُ  قيمة  َ الإنسانْ

ويملأ  مصرنا أمنا

ويزرع أرضها  اطمئنانْ

فيجري في الثرى نيلٌ

بحُب ٍ عتـَّـقَ الوجدانْ

وأشجارُ الندى تربو

بقاهرةٍ  إلى أسوانْ

إلى الدلتا إلى الدنيا

ترى فيها الرضا  يحنو

يعانقُ قلبها العطشانْ

يلملمُ جرحَ ماضيها

ويعزفُ للمنى ألحانْ

يواسي في مآسيها

ويمنحُ مجدها نيشانْ

كفاها أنها عاشتْ

تعاني سكرة َ النسيانْ

تمد الكف أزمانا

فما لاقتْ سوى الحرمانْ

أما قد آن يا نيلُ

شرابكَ من سنا الأوطانْ

نعم قد آنْ

عرفتك ساقيا ً دهرا ً

وأحقابا ً ترى ظمآنْ

ألا بشراكَ يا نيلُ

أنا  المصريٌ

ثوريٌ على الطغيانْ

أبيٌ حطـَّم الأوثانْ

هنا في ساحة الميدانْ

دمي .. روحي .. لعزِّي .. للعلا ..  قربانْ

ليشرقَ  مَجْديَ   الآتي

على كتفي

على أكتاف  ثوَّار ٍ مِن الشبَّانْ

ولي أملٌ أعانقنه

يعانقني

يقبـِّـلُ وجْنة َ الفجر ِ

وينهرُ عتمة  َ الليل ِ

ويبعثُ  روحً  إيمان ٍ من الأكفانْ

أنا الثوريُّ  في الميدانْ

أنا سِلـْمٌ

فما خرَّبتُ في وطني

سوى أني أريدُ العيش إنسانا ً

وما جدوى الحياة إذا

أهينتْ عِزة ُ الإنسانْ  !!

أنا يا مصرُ  لمْ أعرفـْكِ  تاريخا ً

يداهنُ قسوة َ  السلطانْ

ولم أعرفـْكِ  تاريخا ً

يغنـِّي خلفَ  أذناب ٍ

ويصبحُ  في رحى الشيطانْ

أنا الثوريُّ  في الميدانْ

أحبُّ ترابك ِ الغالي

وأفرشُ فيه آمالي

أعانقُ في السَّما النجماتْ

أنبِّـهُ غافيا ً فيكِ

وأحيي في الوجودِ مواتْ

وأسكبُ فيك من روحي

عصيرَ العزِّ ريانا ً

بسرِّ الحقِّ والآياتْ

وتشرقُ هاهنا الدنيا

فيرحلُ كلُّ ما فيها من الظلماتْ

جمعتُ النورَ في صوتي

فأزهر في العُلا  صلواتْ

وأيقظ همَّة َ الخير ِ

فعادتْ للحياةِ  حياهْ

لينبُتَ  هاهنا  الشهدا مع " الثلاثاء"  أقمارا

بصرح  العزِّ في الميدان 

أنمِّي  عزة َ  الإنسانْ

أنا المصري في الميدانْ

لأمسحَ  دمعة النيل ِ

لأقطعَ  دابرَ  الشيطانْ 

أرى في النور وادينا

تظلله أمانينا

تغازله أغانينا

لأغسلُ عن سما مصر َ

وعن أرض ِ العلا أحزانْ

أعيشُ اليومَ أعيادي

ويومُ  النصر ميلادي

وعنواني هو الميدانْ

سأفرغ كأسَ آلامي

وأملأ كأس أحلامي

شراعي هاهنا صبرٌ

وبحرُ الليل أمواجٌ

وعيني تبصرُ  الشطآنْ

فلا  تعجبْ

إذا لوَّحتُ للدنيا

فجاءتْ تحت أقدامي

لتكتبَ  مجديَ السَّامي

وتروي غـُلـَّة َ الظمآنْ

وأهتفُ ما حييتُ أنا

أنا المصريُّ في الميدانْ

أنا الثوريُّ  في الميدانْ