الطاووسُ

عبد اللطيف استيتي

الطاووسُ

عبد اللطيف استيتي

وطـاووس  ٍترنَّمَ في iiالمَعَالي
وأطـلـقَ  ريشَهُ طرباً iiوتِيهاً
أنا  الطاووسُ في خَلْقِي جَمِيلٌ
فَـمَـا مِـثْلِي شَبيهٌ فِي iiعُلومٍٍ
هَـلـمِّي  مَعْشَرَ الأطيارِ iiإني
سَـأثْـرِي مَنْبَرَ الغَاباتِ iiعِلْمَاً
فـقـامَ مُـسَـلِّمَاً وَدَعا iiبخَيْرٍ
تَـروْنِـي انَّ لِي ريشاً iiوتاجاً
فَمِنْ  زَهْرِ الرَّبِيعِ لَبِسْتُ رِيشاً
طُيُورُ الغَابِ تحْسدُنِي iiلِحُسْنِي
أنـا لـلـنَّسْرِ أدْعُو كُلَّ iiفَجْرٍ
فَـصَاحَ  الصَّقْرُمُحْتَجَّاً iiبِعُنْفٍ
فَـثـارَتْ ثوْرَةُ الاطْيَارِ iiحُنْقاً
فَـهذا رَاغِبٌ فِي النَّسْرِ iiرَمْزاً
تَنازَعتْ  الطُّيورُ عَلى iiكَراس
وَفَـاجَـأَ  أُمََّةَ الأطْيارِ كَرْبٌ
وصارَ الجمعُ في هرْجٍ iiومَرْجٍ
إلـى الطَّاووسِ يُرْشِدُنَا iiلرَأيٍٍ
وَراحـتْ أمةُ الاطيارِ iiأسْرى
وأمـستْ كلُّها في الهَمِّ iiحيْرَى
وَطـاووسٌ  تَلَظَّى حَيْثُ أفْتَى
حـكيمُ  الرَّأيِ لا يشقى iiبرأيٍ





















وبـالغ  َفي التَّباهِي iiَوالتَّعالِي
وصـاحَ  مُزَلزِلاً صُمَّ iiالجبالِ
بَـهيُّ الحُسْن ِوالرِّيشِ المِثالِي
كـأفـلاطونَ  أوعِلْم iiِالدُّؤَالِي
خَطيبٌ فِي السِّياسَةِ لا أخَاً iiلِي
تَـعـالَوا واسْمعُوا مِنِّي مَقالِي
الـى  الأطْـيارِ بَادِيةِ الجَمَالِ
وذيْـلاً لا يُـدانَـا فِي الكَمَالِ
ومِنْ لوْنِ السَّمَاءِ كَسَوْتُ حَالِي
وَتـعْرِفُ  أنَّنِي صعْبُ المَنَالِ
وأفْـدِى عُـمْرَهُ الغَالِي iiبِمَالِي
وقَـدَّمَ نـفْـسَـهُ للطيْرِ iiوَالٍ
تَـحَـزَّبَتْ الطُّيورُ وَلا iiتُبَالي
وذاكَ  يُـحَبِّذُ الصَّقْرَ iiالمُوَالِي
وطلاب الكراسي في الأعالي
شـبَـاكُ الصَّيْدِ مُغْلِقَةُ المَجَالِ
وَصَـيـادُ  الطُّيُورِ فَلا iiيُبَالِي
فـنِعْمَ  الرأيُ مِنْ شَهْمٍ iiوَغَالِي
لَـدَى  الـصَّيادِ فَاقِدَةُ iiالأمالي
واضْـحَتْ للشِّواءِ أوِ iiالمَقَالي
وبـيع رياشه في رخْصِ iiمالِ
وَرَأيُ الـجَـهْلِ قتَّالُ iiالرجالِ

                

    * * الدؤالي : ابو الاسود الدؤالي ,اول من وضع النحو