جدي خرج ولم يعد

عدنان إستيتيه ( أبو يعرب )

[email protected]

ذات يوم .. كان لي جدٌّ يحنو عليّ ويصحبني طفلا الى شجرة توت .. يطعمني ثمرها .. وفاجأنا قادم غاشم ... لم يعد جدي يصحبني هناك وواظب جدي وحيدا على زيارة التوتة رافضا الاعتراف بسطوة ذلك القادم، وقبل زيارته الاخيرة روى لي بعض ذكرياته ويبدو أن الشجرة ... أو لا أدري من أبقى جدي هناك .. هناك ..

ولا ندري أين ....

أحـن  الـيـك يا iiبلدي
فـفـيك  تراب iiأجدادي
رأيـتك في مدى iiعمري
فـأوردتي  على iiالذكرى
وفـيك هويت من iiأهوى
بـأن  نسقي ثرى iiالبستا
فـتـغـذوها  iiشراييني
ونرشف  من رحيق iiالود
وجـدي  - رحـمة iiالله
بـدرب  العين iiيرصدها
وجـدي - كـان ياما كا
وجـدي  عـنده الذكرى
غـريـب  أمر ذا iiجدي
ويـمـقت  قارئ iiالأخبا
ويـكـره مـنبئ الأجوا
إذا مـا ا شـتد iiهاجرها
وإمـا اشـتـد فيه iiالبر
وجـدي  ذلـك الـمهيو
فـأورثـنـا iiسـجـاياه
فـجـدي كـان iiلـماحاً
وكـان الـجـد ذا iiمقت
فـشـاربه إذا ما اهتـز
ونـاظـره ... إذا iiيجلو
يـطـاول  أفـقه النائي
يـظـلـل جبهة iiبالكفـ
وجـدي  كـفـه قـاس
فـيـسـتجلي  بها iiالأيا
فـتـقـبـل فـيه iiليلاه
يـواعـدهـا  على iiلقيا
فـتـحـمل فوق عنقور
تـأود  مـنـه iiكـاهلها
وتـقـبـل  بين iiجنبيها
تـداعـبـه عـلى خفر
وتـسـقـيه  على iiظمأ
فـيـغرق في iiحكايـات
يـذاكـر فـيـه iiأيـاما
ويـحـكي  من iiحكايات
فـكـانت  منه iiصبوات
فمن ليلى .. ومن iiسلوى
يـمـني النفس في نجلا
ومـن تـلك التي iiأخفت
عتت  في وجدها iiالأشوا
تـمـنـي الـنفس iiلقياه
وقد أمسى ... ولا iiزالت
فيا جدي - رعاك اللــ
فـمـن  تـهواه قد iiولى
فـعـد جدي لذاك iiالحي
وعـد يـا جـد iiللأحفاد















































فـمـا الاك مـن iiبـلده
ثرى  جدي.. ثرى iiالجدة
فـهل للعمر من iiعودة؟!
وفـي  الأعـماق iiمرتده
ومـن أهوى رعى عهده
ن نـغرس فيه كم iiورده
ونـجـني  باللمى iiشهده
د مـا يـهـني لنا ورده
عـلـيـه- يدمن iiالقعده
ودرب الـعـيـن iiممتده
ن - صلب العزم iiوالحده
-ومـا  أدراك ما عنده-
يـهـاب الجمع iiوالوحده
ر  لا يـبـدي لـه iiوده
ء إن أبـدى لـه iiبـرده
فـجـدي  يرتدي iiالبرده
د يـنـضو سترة iiخرده
ب طـاول بـالعلى iiجده
خـصالا ... سهلها عقده
يـحـاكـي أمـة iiوحده
عـزيـز النفس ذا iiنهده
ز طـاول جبهة iiجعده..
ه... صـقر كان ذا iiحده
ويـفـرش للرؤى iiزنده
ف  والآفـاق iiمـربـده
كـأن  مـن صخرة iiقده
م وثـابـاً بـهـا iiجهده
عـلـى  خفر على iiتئده
ولـيـلى  ترتجي iiوعده
جـرار  الـماء iiوالرفده
لـفرط  اللين .. iiكالزبده
بـسـرب  كاعب iiخوده
وتـمـسـح بالندى iiخده
وتـطـفي  باللمى وجده
لـهـا  فـي نفسها iiجده
فـيـسـبق بوحه iiسرده
مـضت؛ تروي لنا عنده
لأهـل الـحـي ما iiهده
مـراسـيل  الهوى iiعده
ء في هيفاء .. في iiسعده
دمـوع  الـوجد iiوالشده
ق  فـاشـتاقت له وحده
ولا  يـألـو لـها iiجهده
ريـاح الـنـفس iiمشتدة
ـه  - كم تشتاق iiللعوده
ولـن  تـقـوى له iiرده
ي أنـت الـذخر iiوالعده
لـلأبـنـاء ... iiلـلجده

مع حمام الزاجل

مطوقة براها الوجد تبكي إلفها الجاني

رماها الشوق والأيام فاشتاقت لخلان

بكت من شوقها خلاً بدمع تلهف قان

روت من دمعها أيكاً بأوراق وأفنان

ألا يا طير بلغها رسالة قلبي الحاني

وربتها هنا ... وهناك ... واحملها بتحنان

وقف يا طير منبهراً بحضرتها ... بإذعان

وبلغها بأشواقي فإن الشوق أضناني

وقل إني على عهدي وما غادرت أيماني

وما مزقت أوراقي وما غيرت عنواني

فبلغها بما ألقى وبلغها بغفراني

فقد أضنتني الأيام ... عدت المدنف العاني

وقد هاجتني الذكرى لمن يشقى بذكراني

ومن يحنو على خفر ومن أضناه هجراني

وقل: إني حبيس الدمع في شوقي وأشجاني

ولا تنس الذي قد كان من ود ورضوان

وإن جاشت بها الذكرى لتمسح اثم نسياني

فإن الغابر الماضي بأوصالي ووجداني

وإن ا لقادم الموعود في رفات أجفاني

لأرض جنين يا طيري ... فليس جنين تنساني

وهل أنسى بها السيباط؟ ألقاها وتلقاني

عسى الأيام تجمعنا ... بسيباط وبستان

فبلغها أمير الطير: ما أشقاك أشقاني

فأنت أمير من يشد و فيبكي القاصي الداني

فان أعياك لقياها وعدت طعين  سلوان

فضم الصدر من كمد وكفكف دمع نكران

وعد ياطير فا لذكرى  بها ديني  ودياني