مرثية الشيخ عبد العزيز عيون السود

الشيخ عبد العزيز عيون السود

عامر حسين زردة

هذا الكاتبُ ينبضُ صدقا ً

يحكي قصة َشيخ ٍفاضلْ

إسم الشيخ ِ، ومُسَمَّاهُ

(عبدٌ ) لاشك َولاريبْ

(وعزيزٌ) ونقيّ ُالقلبْ

واللقبُ (لعيون ِالسودْ)

شيخ ُالهيبةِ، والمحمودْ

عاشَ كما عاشَ المختارْ

رضي الله عن ِالأطهارْ

بعد مماته ،

صارَ الكاتبُ مثلَ يتيم ٍ

يبكي حزنا ً

يذرف دمعا ً

هذي الآهات ُالحرَّى

والعبرات ُ

للأستاذ ْ

هي من قلب ٍ،عشقَ العِلمَ

والتجويدْ

والصلواة َمع الأذكارْ

عشقَ الصحبة َ

هجرَ الظلمة َ

نامَ ببيتِ العالم ِدهرا ً

وبمسجده ِ، يحْصُدُ علما ً

 هذا رأي النجل ِالأكبِر ِللأستاذ

في أحواليْ

كان الشيخ ُالقارئُ شيخي

كيف تعلقَ قلبي فيه

كان المثلَ الأعلى دوما ً

وهو السندُ الأعلى حقا ً

فالحَلوانيْ ، والضَبَّاعْ

أقوى سندا ًبالإجماعْ

وهما شيخاهُ ،وأكْرمْ

ثم أضِفْ مَكِّيَّ الأصلِ ِ

التِيْجيّ،ُ  والعِربيني

والفارس من مِصْرَ

وأنعِمْ

هم من لقنهُ التجويدْ

ولهُ فضلٌ في التجديدْ

(فالإخفاءُ ) من الشفتينْ

(والإقلابُ ) بعد النون والتنوينْ

كالإخفاء حين النطق ِ

هذا رأيُ الشيخ ِالقارئ ِ

بعد الجُهْدِ المُضْني

والتلقينْ

فهو القارئُ

وهو العالمُ والأستاذ ْ

كان رحمهُ اللهُ تعالى

ينظرُ صَوْبي

أعرفُ ماذا يبغي مني

وإذا التفت ، وكنتُ بعيدا ً

أعرفُ سُؤْلهْ

دونَ سؤال ٍدونَ كلام ٍ

ليسَ عجيبا ً

ليسَ غريبا ً

فأنا تلميذ ُالأستاذ ْ

أقسمُ أنَّ عزيمة َشيخي

وهو عليلٌ كانتْ طودا ً

كانتْ أقوى

دون َجدالْ

كانَ يَحِنّ ُلجوفِ الليل ِ

كانَ يُحِبّ ُالإستغفارْ

كانَ يُصلي في الأسحارْ

ويُعَلمُ فنَّ التجويدْ

ويفسرُ آيَ القرآنْ

وهو بذلك جِدّ ُمُجيد

فالقرآنُ ضِياءُ القلبِ

ونورُ العين ِ

وسِرّ ُالهيبةِ

يبصِرُ فيهِ

ويُعلِمُ كلَّ القرَّآءِ

فن الأدبِ معَ القرآنْ

لايرضيهِ خفضَ المصحفِ

 نحو الأرض ِ

ويجاهرُ في ذلكَ حتى تعلمَ

 كلّ ُالأرض ِ

أن المصحفَ فوقَ الرأس ِ 

وفوق الكُلِّ ،ومثلَ العِرْضِ ِ

بعد الصبح ِ

وقبل الفجر ِالصَّافي

يبدؤُ مِشوارُ التجويدْ

لايتعبهُ مَنْ يتلعْثمْ

لايضنيهِ مَنْ يتعَلمْ

لايوهِنهُ ُطولُ الوقت ِ

هو مجتهدٌ في التحسينْ

جِدُ عليم في التلقينْ

مد ٌ، مط ٌ، غنة ُنون ٍ

غنة ُميم ٍ، أو إخفاءٌ

والإظهارْ

لامٌ ، نونٌ ،عينٌ ، ميمٌ ، راءٌ

والإشمامُ ،أو الإدغامُ ،والإظهارْ

رَتلْ ، بَيِّنْ ، أَسْمِعْ شيخيْ

كيفَ ستنطقُ

صفة َالحرف ِ

ُطوْلَ المَد

فنَّ اللفظِ

حُسْنَ الوقفِ

حكمَ الضَّادِ ، والإقلابْ

إحذرْ أنْ تؤخذ َباللحْن ِ

وتفكرْ في معنى الذكْر ِ

وتمَتعْ بالآي ِالعطِر

تلقَ اللهَ على الإيمانْ

ذات َصباح ٍ

وأنا أرقدُ في مسجده ِ

قبل الفجر ِ

نزل َالنجل الأصغرُ صوبي

يبكي حزنا ً

ويفيضُ الدمعُ وينهمرُ

قد أخبرني

أن الشيخ َرحمهُ الله ْ

سلمَ ربَّ العزة ِروحَهْ

صرتُ يتيما ً

صرتُ المكلوم َالمجروحْ

في آلامي لستُ أبوحْ  

هذا قدريْ

لاحول ولا قوة إلا

بالله الرحمن ِالأحدِ

يارباهُ أكْرمْ نزُلهْ

واغفرْ ذنبهْ

أنتَ الله ُ

ومَنْ سَوَاهْ

أحْسِنْ في الجنة ِمثواهْ