سيرة هلالية

سيرة هلالية

عدنان إستيتيه ( أبو يعرب )

[email protected]

أيها السادة ::

إني مللت الانتظار

وسئمت البحث من دار لدار

وكرهت الساحر يروي طالعاً :

أن في هاروت أو ماروت اقتدار

أن في جنبيهما في مقبل الأيام سارّ

حسب أنا ما علينا غير أنا

نرقب البحر

لا نكسر صمتاً .. فللصمت اعتبار

ورؤى القادم فيها الخير بار:

فيكف الفارس عن شكواه

ففي الشكوى ضرار

وتكف السيدة الحسناء

تأتي أي عار:

ترد البحر .. يغسل الساقين

يوشيها بغار الانتظار

ويكف الطير عما يزعج الجاثم بالعش

ففي خلق الجاثم ما يكفي من الرؤية

وما يغري ليلتهم الصغار

 * * *

أيها العابر !!

قد أطل البر فينا

من مدار البدر

من كسوف الشمس في ضوء النهار

مذ غدت حيفا .. وعكا تحرسان البحر

تطعمان النورس من أرض العماليق

ومن خير المحار

مذ بدت  يافا  – عروس البحر – تحكي

قصة العرس

وقد أخنى عليه الاندحار ..

أيها العابر !

يا عدو الشمس !

لن تقوى على قوم بنوا خيراً

في زمان المجد والعزة

وما هانوا

حين ضموا غصن زيتونً وغار ..

أيها الغابر ..!

لست فينا ما نرى

رمز قديس ولا فيك منار

مذ أتت بلقيس للقصر الممرد

تحذر اللجَ

وتخطو بانبهار

تكشف الساقين

وتروي :

أن من يكفيه عز وانتصار

ليس يرضيه هوان النفس

ليس يرديه انكسار ..

 ***

كيف يحمي كنس الطاغوت ثوب النسك

فيلتهم الشمس .. ويرديها

وينسى ...

أن قرص الشمس لن ينسى المدار

نحن لن ننسى ...

ولن ننسى ...

أن نصوغ الفجر

نحكي .. قصة الردح الغابر

من جبين الشمس طرزناه

وقد صغناه من نور ونار

واعتلينا قبة الخطر الماثل

في ضلوع المارد الجبار

لم نخش العثار

واقتفينا درب من ساروا

نحن والتاريخ صنوان تبدت

فيهما صولة الأمجاد

وكنا للعلا هدي المنار

وذرى الفارس المنذور للمجد

نذرناه .. وما نخشى اندحار

ونصون العهد والإشراق

نحميه .. ونفديه

عزيزاً لا يضار

يا غراب البين ..!

هل ترجو لهامات كرام بعد بغي

لا تثار ؟!

كيف يأتي حلمك البائس زاه

ثم يأتي حلمنا أسود .. قار ؟!

وجبين الشمس يزهو ...

يرتوي

 من دمانا حلماً وآيات فخار ..

.. نحن من صغنا جفون الشمس

نرويها ...

ومن أرواحنا صغنا المسار

وأتينا الدهر والتاريخ نرسي فيهما

همماً وتيجان نضار

وارتقينا ثاقب الآمال نبنيها

على همم فساح ..وآمال كبار

يا عدو الشمس ...

لا .. لن نهادن

لن نصالح .. لن  نصالح

سوف نبني مجدنا

بين هاتيك المعالم

من جبين الشمس ... نأسو جرحنا

نبني عزنا ...

نحميه من عبث الصّغار .