يا طيبها ذكرى
02تشرين12010
صالح محمد جرّار
صالح محمد جرّار/جنين فلسطين
| الـفـكـر شـاخ ، فأُنسيَ الأشعارا هـو حـقّ ذكـرى مولدٍ ، وهّاجةٍ فـتـدفّـقـتْ مـنها العروقُ سخيّةً يـا طـيـبَـها ذكرى تظلُّ تعيشُها تـرعـى رعـيـتَك الّتي أُعطيتَها ووقـاكـمُ اللهُ الـعـلـيُّ مـفـاتناً * * * عـمـراً مـديـداً ،يا بُنَيَّ،مع التّقى فـلـربّـمـا سـلخ امرُؤٌ من عمره لـم يـسـقِ غرساً من مياه صلاحه طـوبـى لمَن عمَر السّنينَ صلاحُه طـوبـى لـجـارحةٍ تمارس حقّها الـعـمـر تـقـضيه بطاعة ربّنا والـعـمر مزرعةٌ إذا ما اسْتُثمِرَتْ * * * إنّـي نظرتُ إلى السّنينَ،وقد مضتْ فـالـسّـعـدُ يومَ وُلدتمُ في صيحةٍ وزكـا بـكـم عـمرٌ زكاةَ غيوثكم يـا طـيـبَـها أثمارَ روض طفولةٍ مـا كـنـتِ يـا أيّـامَها إلاّ صدَى لـكـنّ ذاك الـرّوضَ صوّح باكراً مـا عـدتُ أشـتـمّ الـنّسيمَ عليلًه مـا عـادتٍ الآذانُ تـسـمع سجعةً رحل الهزارُ عن الرّبوع ،وما درى وتـبـدّلـتْ أحـوالـنـا في شِرّةٍ ذاك الـهـزارُ بـقـيـدِه مـتَطَلّعٌ مـا كـان يـعـلم أنْ سيحدُثُ بعدَه شـيـخـانِ قـد حملا همومَ زمانهم فـتـقـاذفتْها الهُوجُ ، لم تلطفْ بها مـا اسـترشَدَتْ أهلاً ولا حكم السّما نـدعـو الإلـه خلاصها من مأزقٍ يـا ربّ فـرّجْ كـربَـها وكروبَنا وامـنـنْ عـلـينا بالأسير مُحَرّرَا فـيـعود روضي ، والنّضارةُ وجهُهُ | لـكـنّ حـقّـاً ولّـد الأفـكـارا ! فـي الـقلب ،يهتنُ غيثُها مدرارا ! وسـقـتْ حشايَ فما يحسّ أُوارا ! فـي حفظ مَن خلق الورى أطوارا ! مـمَّـن حـبـاك مـراقياً ووقارا ! ووقـاكـمُ، مـن خلْقه ، الأشرارا ! * * * إنّ الـتّـقـى لـيُباركُ الأعمارا ! مـئـةَ، ولـكن ما استطاب ثمارا ! فـإذا الـغـراسُ تـثَمّرُ المُرّارا ! طـوبـى لمَن هزم الهوى الغَرّارا ! فـي غـيـر معصيةٍ تجُرُّ بَوارا ! هـو نـعـمـةٌ تستوجب الأذكارا ! بـالـخـيـر نجني عزّةً وفَخارا ! * * * فـوجـدتُ فيها السّعدَ والأضرارا ! مـن شـيـبتي، فملأتمُ الأعمارا ! غـيـثٌ أحـال جـدوبـةً أثمارا ! ذقـنـا بـهـا شهداً شفى الأكدارا ! مـن جنّة الأخرى ارتضتْ أبرارا ! حـتّـى اسـتحال بلاقعاً وغبارا ! ما عدتُ أبصرُ في الحمى الأزهارا ! مـا عدتُ أسمع في الرّبوع هزارا ! أنّ الـسّـرورَ بـربـعنا قد طارا ! ونـعـيـق غربانٍ علا الأشجارا ! نـحـو الـرّبـوع يبثّها الأسرارا ! فـي روضـه مـا يـقتلُ النّوّارا ! وشـقـيـقـةُ ما استوعبَتْ أقدارا ! يـا ويـحَـها لم تدرك الأخطارا ! فـلـعـلّ عـنـدَهمُ هدَى ومنارا ! فـيـه الـشّـرورُ تمَزّق الأفكارا ! واغـفـر لـنـا إسرارَنا وجهارا ! كـيـمـا نـحَـرّك لـلّقا أوتاراً ! ويـعـود طـيري يُنشدُ الأذكارا ! |
