أَفْعَالٌ مَاضِيَةُ النَّارِ

مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة

أَفْعَالٌ مَاضِيَةُ النَّارِ

مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة

[email protected]

تُذَكِّرُنِي، كَأَنَّهَا مَعَ عَمْدٍ، النَّارُ بِنَارِي.

جَنِينُ الشِّعْرِ، آنَ ذَاكَ؛ لَمْ يَكُ اكْتَمَلَتْ دَوْرَةُ رَحْمِهِ. أَنَا لَمْ أَكُ أَعْرِفُ مَا يُخَبِّئُهُ لِي. 

سَحَبْتُ وَتَرَهُ الوَحِيدَ.

عَزَفْتُ مَوْعِدًا كَلاَمَ سُؤَالٍ عَلَى كُرَّاسَتِي المَدْرَسِيَّةِ.

نَزَعْتُهُ هَادِئًا.

طَوَيْتُهُ قَارِبَ وَرَقٍ بِأَصَابِعِي المُرَاهِقَةِ.

أَلْقَيْتُهُ فِي مَاءِ مَجْهُولِ المَاءِ كَمَا فَعَلَتْ (أُمُّ مُوسَى) بِابْنِهَا- النَّبِيِّ. هُوَ رُدَّ إِلَيْهَا. أَنَا.. لاَ.

سَحَبْتُ.

عَزَفْتُ.

نَزَعْتُ.

طَوَيْتُ.

أَلْقَيْتُ.

أَفْعَالٌ بَرِيئَةٌ مَاضِيَةٌ، ظَلَّتْ مَاضِيَةً فِي الشَّاعِرِ فِيَّ، إِلَى.. لَنْ أَعْلَمَ.

مَنَارَةٌ مُطْفَأةٌ عَلَى شَاطِئٍ لاَ بَحْرَ لَهُ.

سَمَاءٌ سَمْرَاءُ فِي مَاءٍ مُعْتِمٍ.

فَشَلٌ ثَانٍ نَكَّسَ آلَةَ الخَفَقَانِ، فَيَأْسٌ بِكْرٌ جَعَلَنِي سُلَّمًا يَصْعَدُنِي إِلَى سَطْحِ البَيْتِ مُتَأَبِّطًا وَرَقًا مُرْتَجِفًا.

وَرْقَاءٌ صَغِيرَةٌ، ضَارِبَةٌ إِلَى السُّمْرَةِ، كَائِنَةٌ أَسْفَلَ، كَانَتْ تَتَسَرَّعُ طَمْثًا. أَلْقَيْتُ لَهَا هَشِيمَ لَوْحَتِهَا عَنِّي. كَمْ تُذَكِّرُنِي النَّارُ بِهَا/ بِمَا أَحْرَقْتُهُ، فَأَحْرَقَنِي! 

صَفِيحَةٌ عَاطِلَةٌ عَنِ السَّوَائِلِ، كَانَتْ مَقْبَرَةَ الكَلِمَاتِ الأُولَى. أَيُّهَا الحَنِينُ إِلَيْهَا.. عَلَى رَغْمِ أَنَّهَا كَانَتْ بِطَبْشُورٍ رَطْبٍ عَلَى جِدَارِ مُرَاهَقَةٍ سَاخِنٍ. 

هَلْ يَخْسَرُ الشِّعْرُ حِينَ يَخْسَرُ الحُبَّ؟