إليك يا أماه
إليك يا أماه
محمد نادر فرج
ميرلاند - أمريكا
أماهُ يا وَلَهاً تَدفَّقَ صافياً رقراقَ
عذباً كالغديرْ
أماهُ يا عطفاً تَجَسَّدَ
لا يناظرُهُ على الإطلاقِ
في الدُّنيا نظيرْ
أماهُ يا مَهدَ الوفاء
ويا معينَ الأريَحيَّةْ
أماهُ يا شمسٌ تُضيءُ لنا
دروبَ النورِ
أروِقَةَ الهُدى
والألمعيَّةْ
من قال أنَّ الأمَّ مدرسةٌ
فإنَّ الأمَّ مِشكاةُ الحياةْ
هيَ مَصنَعُ الهِمَمِ العَوالي
وهيَ قَرقورُ النَّجاةْ
هي نبع عاطفة تدفَّقُ في الحنان
هيَ أصلُ كلِّ فضيلةٍ
أحضانُها حِصنُ الآمانْ
هيَ مِشعلُ النُّورِ المُضيءِ
هيَ السَّعادةُ
وهيَ مِفتاحُ الجِنانْ
أمَّاهُ هلْ لي أنْ أفوزَ على يَديك
فأنا أذوبُ ضَراعةً
وأذوبُ تَحناناً وشَوقاً
كَيْ أقبِّلَها وألثُمَ وَجنَتَيْكْ
ولأُرسِلَ العبراتِ
منْ طَفْحِ الرِّضا والبِشْرِ
يُرسلُها إلى أعماقِ أعماقي
تَبسُّمُ مقلتيك
أنا لستُ يا أمَّاهُ إلا كُتلَةً
منْ فَيْضِ إلهامٍ
ودَفقاً منْ أحاسيسٍ
ومنْ أملٍ
ومنْ حُلُمٍ تَداعى هائِماً
ويَهيجُ بي أبداً إليكْ
أنا منْ مَزيجِ رِضاكِ
منْ إشعاعِِ نورِكَ
منْ تَدفُّقِ قَلبِكِ الخفَّاقِ
منْ مَوجِ الشُّجونِ
ومنْ يَنابيعِ الحنانِ
تَشوقُني النَّجوى إليكْ
أنا سَلسبيلُ الدِّفءِ يا أماهُ
في الأحضانِ
تَبعَثُهُ مَحاجِرُ مُقلَتَيكْ
أنا في مُحيطِ هَواك يا أماهُ
مَركَبةٌ
وقلبي ذلكَ القُبطانُ مَهموكاً
يُصارعُ هَوجَ أمواجِ النَّوى
مُتَحدِّياً كلَّ العواصِفِ والرِّياحِ
يَطيرُ مَلهوفاً إليكْ
أنا قاربٌ عَصًَفَتْ بهِ ريحُ الحَنينِ
وشلوُّ أشرِعَةٍ تُمزِّقُها رياحُ الشَّوقِ
يا أماهُ تائهةً تطوفُ
شَواطيءَ النِّسيانِ
تَعبُرُ كلَّ أزمنةِ الوَفاءِ
وتَنشُدُ المَرْسى لَدَيكْ
أنا منْ مَعينِ النُّورِ
إلهامٌ
ويَرفِدُهُ الهُدى قَطْراً
ويُنعِمُ والهاً بالبِشْرِ
يَهنأُ بالسَّعادةِ كُلَّما
هَفَّتْ بهِ النَّجوى إليكْ
أماهُ إنَّ رِضاكِ أُمنيَتي التي أحيا بها
وسَعادتي أصبو لَها
ومُناي يا أُماهُ
أنشُرُ في حَنايا قَلبِكِ الوهَّاجِ بالتَّقوى
عَبيرَ الأُمنياتْ
وأبثُّ في تلكَ الحنايا البِشرَ
أعبِقُها بِعطرِ الياسَمينْ
وأحفُّها بورودِ أحلامي
أطيرُ بِها إلى دُنيا السَّعادةْ
لأَرُدَّ جُزأً لا يُقاسُ وما حَفَتني مَنْ رِعايَتِها
ومنْ دَفْقِ الحَنانِ
نبيلةً
نُعمى يَدَيكْ
وأردَّ أشواقاً تبللها الدموع
وقد أفاضَتْ من بُكاها
كُلَّما خَشِيَتْ عَليَّ
عوارِضَ الزَّمَنِ الضَّنينْ
جليلة
ولهى
محاجر مقلتيك
أماهُ هلْ تَدرينَ كَمْ أنا مُثْقَلٌ لكِ بالدُّيونْ
أماهُ هلْ سَتُسامِحينْ
أماهُ هلْ سًتسامِحينْ وتَسمحينْ
أماهُ كَمْ يَنتابُني شَوقٌ لأدفُنَ
فوقَ صَدرَكِ
وَجهيَ المَهمومِ
ثَمَّ
هُناكَ أشعُرُ بالآمانْ
أماهُ كَمْ أحنو لأَلثُمَ كَفَّكِ المِعطاءِ
كَمْ أهفو إلى مَسرى خُطاكِ أشُمُّها
فهُناكَ ثََمَّ سَرَتْ تَخايَلُ رَوعَةً
نَشوى تَباشيرُ الجَنانْ
أماهُ يا نَبعَ الحَنانْ
أماهُ يا فَيضَ الحَنانْ
أمَّاهُ هلْ لي أنْ أفوزَ على يَديكْ؟!!!