رِيحُ الأَرْبَعِين
21حزيران2008
صلاح الدين الغزال
رِيحُ الأَرْبَعِين
صلاح الدين
الغزال - بنيغازي/ليبيا مَـنْـذَا بِحَدِّ السَّيْفِ يُحْيِّ مُهْجَةً رَبَّـاهُ فَـلْـتَمْضِ المَنِيَّةُ بِالأَسَى فَـالـلَـيْلُ وَيْحَ اللَيْلِ كَمْ نَادَمْتُهُ لأَفِـيقَ مَذْعُوراً يُنَاوِشُنِي الرَّدَى ظَـنَّ الأُلَـى سَاءُوا بِأَنِّي مِنْهُمُ وَجْـهـاً تُـؤَرِّقُهُ المَآسِي شَاحِباً أَنْصَافَ أَنْصَافٍ وَلاَ يَرْجُو سِوَى غَابَ الرِّفَاقُ المُخْلِصُونَ فَلَمْ يَعُدْ إِنْ غُـصْتَ فِي أَعْمَاقِهِمْ مُتَأَمِّلاً وَالسُّوءُ قَدْ مَلأَ الدُّرُوبَ فَمُرِّغَتْ يَـا أَيُّـهَا الحُزْنُ اعْتَزِلْنِي جَانِباً أَشْـتَـمُّ رِيحَ الأَرْبَعِينَ وَلَمْ أَجِدْ رَبَّـاهُ أَنْـتَ العَدْلُ فَامْنَحْ رَحْمَةً أُنْـهِـكْتُ مِنْ قِبَلِ الزَّمَانِ كَأَنَّمَا يَـتَسَابَقُ الصَّحْبُ الكِرَامُ لِمَقْتَلِي لَـكِـنَّـنِـي بِالرَّغْمِ مِمَّا نَابَنِي وَإِذَا الـلَـيَـالِي أَفْزَعَتْ أَلْبَابَنَا لاَ بُدَّ لِلشَّمْسِ الَّتِي حَجَبَ الدُّجَى | قَـاسَتْ مِنَ الأَهْوَالِ مَا لاَ يُحْصَرُ وَيَـكُـونُ غَـبْنِي مُبْعَداً لاَ يُذْكَرُ وَامْـتَـاحَ دَمْعِي جَاحِداً لاَ يَشْكُرُ بِـرِمَـاحِهِ وَالبَغْيُ نَحْوِي يَخْطُرُ مَـا أَخْطَأَتْ أَلْحَاظُهُمْ إِذْ أَبْصَرُوا وَيَـكَـادُ مِـمَّا سِيمَ خَسْفاً يُشْطَرُ يَـوْمٍ يَـمُـرُّ بِـدُونِ غِـلٍّ يُدْبِرُ فِـي الـحَيِّ إِلاَّ ذُو لِقَاءٍ يُضْجِرُ سَـتَـرَى قُلُوباً أُقْفِرَتْ لاَ تُبْصِرُ آنَـافُـنَـا وَتَـلَـقَّفَتْنَا الأَعْصُرُ وَكَـفَـاكَ مَـا أَبْدَيْتَ مِمَّا تُضْمِرُ فِـي الـعُمْرِ يَوْماً مُفْرِحاً يُسْتَذْكَرُ وَدَعِ الـسَّمَاءَ عَلَى قِفَارِي تُمْطِرُ هَـوَسَ الضَّغِينَةِ فِي دُجَاهُ يُذْخِرُ وَسِـيُـوفُهُمْ بِدَمِي المُفَرَّقِ تَقْطُرُ سَـيَـظَـلُّ أَنْفِي شَامِخاً لاَ يُدْحَرُ وَاسْـتَاءَ مِنْ غَدْرِ الرِّفَاقِ الخِنْجَرُ مِـنْ نَزْعِ هَاتِيكَ السُّدُولِ وَتَظْهَرُ |