عدنان سعد الدين
21آب2010
محمد علي صوان
شهيد الغربة والجهاد
عدنان سعد الدين رحمه الله
المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سورية
المحامي : محمد علي صوان
" رثاءً للأخ الثابت على المبدأ ، الحافظ للإخاء والوداد : أبي عامر سعد الدين من حماة ، حمى الغيارى في سورية الحبيبة "
يـجـري القضاء ويجري الدمع فـي كـل يـوم حـبـيب لي يفارقني أكـرِّم الـطـيـف فـي عـينيَّ أنزله كـم مـن حـبيب بكينا في اللقا بَرَداً ؟ وكـم شـكوت عصي الدمع في نوب ؟ لـقـد غـلا الدمع قبل اليوم في مِحَني تـرمـي الـسـهـام فؤادي وهي قاتلة ألـمُّـهـا ـ لا لـعدٍّ ـ في الحشا جلََداً تـعـانـقـت فـي فـؤادي كلُّ جارحةٍ سـهـمـان : سـهـم ليالٍ أبعدت لدتي * * * فـلـم يـعـد لـلردى في خافقي رهب أرد سـهـم الـعـدا ثـأراً وأكـتـم ما أكـرِّم الـسـهـم فـي قـلـبي لأجلهمُ إن طـفَّـحـوا الـكـأس سماً لا نكسره ومـا شـربـنـا كـؤوساً غير صافية والـسـهـم أقـتـلـه لـلـقلب أقربه وكـل ذنـب سـوى غـدر الحبيب له { لـيـت الـذيـن وهـبناهم سرائرنا فـحـسـبـهـم ذلة في عهدهم غدروا * * * أخـذت فـي يـد حِـبِّ الـقلب أنهده أنـهـدتـه لـحـيـاة الـخـلد سامقة والـمـوت لـلـنـاس آجـالٌ مـقدرةٌ لا يـخـلـد الـمـرء بـاستجداء قاتله * * * أخـي " أبـا عامر " : سُجّيتَ في شغف لما علا النُّكرُ في القول : " أعلُ يا هبلاً " عـجـجـت فـي وجه من يحبو لقاتلنا مـواقـف لـك يـا طـود المروءة لا لـك الـخـلـود وعـمر المرء سيرته فـيـا شـهـيـد جهادي غربة وضنى (لـكـن قـضـى الله : فيها خلقُنا وبها يـهـنـيـك أنـك في قرب الإله وكم أكـبـرت قـدرك مـا وفّـتـك قافيتي * * * طـوى الـزمـان بـساط الأنس بعدكم فـمـا أرحـنـا بـريـح طـيّب عبقٍ يـهـنـيـك مـوتٌ عزيزٌ في مقاصده * * * فـيـا شـهـيداً : وما شعري الرثاء له يـهـنـيـك أنـك فـي دار الخلود فلا كـم عـائـش وكلاب الأرض تحقره ؟ أولـى بـأدمـع نـاعٍ مـيِّـتٍ همدتْ * * * أضــم قـبـرك ريـانـاً وأمـطـره فـلـيـسـقـك الله مـن غـفرانه ديماً | مجراهولـيـس يـمـحـو القضا دمع ومـا تـمـنـيـت بـعـداً أو تـمناه مـا أبـعـد الـحب عن عيني وأدناه ؟ وكـم بـكـيـنـاه جـمـراً إذ نعيناه ؟ والـيـوم أطـوعـه مـا كـان أعصاه والـيـوم أرخـصـه مـا كـان أغلاه وكـل سـهـم يـنـادي : " يا أخيّاه " وأمـسـح الـسـهـم أن يـدمى محياهُ وكـان أجـرح مـا فـي الـقلب أحناه وسـهـم غـدر حـبـيـب كنت أهواه * * * فـكـل سـهـم أصـاب الـقلب آخاه رمـى الـحـبـيـب فؤادي وهو مأواه قـد ضـيـعـوا الـعـهد لكنا حفظناه لـكـن نـعـاف وإن كـنـا نـدامـاه إن يـظـمـأ الـقلب يُسْقى ما عصرناه وإن كـتـمـنـاه لـكـن مـا غفرناه عـفـوٌ وأقـتـل داء الـقـلـب أخفاه فـي زحـمة الخطب أغلوا ما وهبناه } وحـسـبـنـا عـزةً أنّـا رعـيـنـاه * * * فـراح يـجـذبـنـي مـن قـعر دنياه لـكـنـه اخـتـار خوف الموت أدناه لــكــن آلـمـه مـا كـان أخـزاه بـل شـرُّ مـوت الـفتى في ذل محياه * * * حـيـاً ومـا سُـجَّـيـتْ موتاً سجاياه صـرخـتَ لـلـه صـوتـاً قد عهدناه مـا كـل مـن سـيـم خسف الذل يأباه تـنـسـى ولا يـمـحـي ما سجل الله مـا مـات مـن في قلوب الناس محياه مـا يـحـجـب البدرَ العلياء في مسراه نـحـيـا ومـنـهـا خروج يوم نلقاه) مـوتٍ حـيـاةُ خـلـودٍ قـد طلبناه ؟ لـكـن وفـاء لـعـهـدٍ مـا جـحدناه * * * نـحـيـا بـذكـراه لـكـن ما طويناه إلا ذكـرنـا الـذي تُـحـيـيـه ذكراه يُـطـيِّـب الـتـربُ والـدنـيا بمثواه * * * رثـاء أنـفـسـنـا لـمـا رثـيـناه يـشـمـت بـمـوتك من ماتت سجاياه وكـم شـهـيـد أسـود الغاب تخشاه ؟ بـه الـمـروءة لـكـن مـا بـكـيناه * * * دمـعـاً بـه ظـمـأي دومـاً وسـقياه ولـيـهـن قـلـبـك يوم الحشر لقياه | ذرفناه