عام الحزن
عام الحزن [1]
د. محمد علي الرباوي
عامُكَ هَذَا عامُ الْحُزْنِ فَلا تَحْزَنْ
هَذَا الأَرْقَمُ يَخْتَرِقُ الأَسْوارَ
وَيَكْتَسِحُ الأَنْهارَ
وَيَرْسُمُ وَجْهاً في شَكْلِ القَوْسِ الغاضِبْ
يَدْعوك أَنِ ارْكَبْ مَتْنَ حِصانِكَ
جَرِّدْ إيـمانَكَ
في وَجْهِ الأَدْغالِ الْحَمْراءِ
الصَّفْراءِ
السَّوْداءِ
البَيْضاءِ
وَلا تَحْزَنْ
****
خُذْ رُمْحَكَ وَاتْلُ عَلَيْنَا سِفْراً
مِنْ آياتِ القَصْوَاءِ
عَلَى الصَّحْراءِ
هِيَ الآنَ تَجوبُ البَحْرَ مُحيطاً وَخَليجا
خُذْ رُمْحَكَ
هَدِّئْ أَعْصابَكَ
تَشْتَعِلُ الأَرْضُ أَمامَكَ
فَاشْتَعِلِ الآنَ لِتَحْيا
اِشْتَعِلِ الآنَ وَلا تَسْكُنْ
إِنَّ الْمِاءَ الثَّجَّاجَ رَهيبٌ لا يَتَعَفَّنْ
****
لا تُلْقِ دِثارَ الْخَوْفِ عَلَى وَجْهِكَ
وَجْهُكَ يَعْرِفُهُ الْحَاضِرُ وَالآتي
وَجْهُكَ يَعْرِفُهُ الْحَمَأُ الْمَسْنُونُ
وَيَعْرِفُهُ الْمَارِجُ
تَعْرِفُهُ الْجُدْرانُ الصُّلْبَةُ
يَعْرِفُهُ الطَّبْشُورُ الأَبْيَضُ
وَجْهُكَ أَمْسَى مَرْسُوماً
في كُلِّ مِلَفّاتِهِمُو بِالأَحْمَرِ
وَجْهُكَ..آهِ يَمُرُّ الآنَ أَمامَهُمُو
يُسْحَبُ داخِلَ حُجْراتِ التَّدْجِين ِ
وَلَكِنَّ الْوَجْهَ تَوَحَّشَ
كَشَّرَ عَنْ غَضَبٍ لا يُقْهَرْ
****
لا تُلْقِ بِعَيْنَيْكَ إِلى طِفْلَتِكَ الْمَحْبُوبَةِ
لا تُلْقِ بِعَيْنَيْكَ إِلَيْهَا
هِيَ تَضْحَكُ ..
تَلْعَبُ..
تَجْرِي ..
تَتْبَعُ صَوْتَكَ خُطْواتِكَ في أَنْحَاءِ البَيْتِ
تُداعِبُ أَوْرَاقَكَ
لا تُلْقِ بِعَيْنَيْكَ إِلَيْها
أَخْشَى أَنْ يَهْزِمَكَ الْحُبُّ
فَيَنْقَلِبَ البَصَرُ الأَبَوِيُّ إِلَيْكَ حَسيراً
لا تُلْقِ بِعَيْنَيْكَ إِلَيْهَا
بَشِّرْهَا بِالْحُزْنِ وَلا تَحْزَنْ
هَذَا عامُ الْحُزْنِ فَلا تَحْزَنْ
هَذَا عامُ الْحُزْنِ فَلا تَحْزَنْ
[1] ـ البيعة المشتعلة