تَوْبةٌ و إِيَاب
14آب2010
د. محمد ياسين العشاب
تَوْبةٌ و إِيَاب
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
أَنَّـى لَـقَـلْـبِكَ أن يَعُودَ و قَدْ إِنْ كَـانَ قَـدْ سَأَلَ الوِصَالَ فَقُلْ لَهُ أَوَ مـا عَـلِمْتَ بِخَاطِرِي ما شَانَهُ؟ لـو كـان لـي في الأمر أدنى حِيلةٍ عَـجَـبًـا لـقـلبٍ ما فَهِمْتُ خِلالَهُ أُعْـطَـى الـمُنى فيَشُكُّ في نَعْمَائِهِ وأُعَـانِـقُ الـقـمـرَ المُنِيرَ مَحَبَّةً حـتـى يُـجَـافِيَهُ جَفَاءً مِثْلَمَا جافَى أَتُـرَاهُ خَـوْفٌ أم مَـخَـافَـةُ عَاذِلٍ عَـجَـبًـا، وما جَافَيْتُ إلا و انْبَرَى فـعَـلاَم ذا الأحـوالِ تَـأْلَمُ حَسْرَةً هَُـوَ خَـافِـقِـي طورًا يَلِينُ وتَارَةً أتُـرَاهُ زُهْـدًا قـد تَـرَفَّعَ أَمْ هَوًى فـمـضـى يُـزَكِّيهَا و يَحْسِبُ أَنَّهُ أَمْ قـد عَرَاهُ النَّقْصُ فاجْتَنَبَ الورى فـأضـاعَ كُـلَّ حـيـاتهِ مُتَعَصِّبًا و أطـاعَ ظُـلـمـا نـفسَه و أحبَّها إذْ زَيَّـنَـتْـهُ فـخَـالَ فيه صلاحَه أمَّـلْـتُ فـي عـقلي و لُذْتُ برُكْنِهِ أَبَـدًا و مـا أحـسـستُ بعدُ شفاءَه أَنَّـى لـقـلـبـكَ أن يعودَ لرُشده و لَـكَـمْ نُـهِيتُ فما انْتَهَيْتُ فكيف قـد ضِـقْتُ مِنْ حالي فمُنَّ بصَحْوَةٍ يَـا رَبِّ لَـمَّـا قد فَطِنْتُ لِمَا عَرَى نَـادَيْـتُ في الظُّلُمَاتِ أَضْرَعُ مِثْلَمَا | جَفَامَـا طَـابَ وَصْلٌ لِلشَّجِيِّ و ما قـد أذهَـبَ الـبَـيْنُ الوِدَادَ و أَتْلَفَا فـاعْـلَـمْ بـأَنَّـكَ لستَ أَهْلًا للوَفَا مـا كـنـتُ ضَـيَّعْتُ المَرَامَ تَكَلُّفَا لاشـيءَ إلا كـان مـنـه على شَفَا ويَـنَـالُ مـنه على ارْتِيَابٍ ما خَفَا فـيَـظُـنُّ أَنْ فـي حُـبِّهِ قد أَسْرَفَا كَـثِـيـرًا قـبـلَـه مُـتَـكَـلِّـفَا أَمْ جُـلُّـهَـا، لا ذَاكَ أَوْ هَـذَا انْتَفَى حُزني و طال دُجَايَ و الصبحُ اختفى وتَـلُـومُ مَـنْ يومًا هَفَا لَوْ قَدْ هَفَا ! يَـقْـسُـو كـصَـوَّانٍ فيَمْلِكُهُ الجَفَا فـي الـنـفس عَلَّمَهُ الرِّيَاءَ و عَرَّفَا سَـلَـكَ الـسـبيلَ لوَحْدِهِ و تَحَنَّفَا ! ورَمَـى سِـوَاهُ بـضَـيْـعَةٍ فتَخَفَّفَا لِـظُـنُـونِهِ، و عَنِ الحقيقةِ قد غَفَا فـاسْـتَـدْرَجَـتْـهُ لِـمَا أَبَاهُ تَعَفُّفَا حـتى ارتدى ثوبَ الظُّهورِ و أسرَفا ووَدِدْتُ لـو عَـادَ الـضميرَ فأسعَفا فـذَرِ الـذي قـد كان شَجْوًا ما عَفَا و لَكَمْ نُصِحْتُ فما انْتَصَحْتُ تَعَجْرُفَا لي أن أُبْصِرَ النورَ المُبينَ و أَعرِفا ! يـا قـلـبِ :أوشكَ مَبْدَئِي أن يُجْرَفَا قـلـبـي، فقُلْتُ لَهُ : كَفَى ذُلًّا كَفَى! نَـادَاكَ ذُو النُّونِ الغَضُوبُ فأُنْصِفَا: | صَفَا
أَنْ لَا إِلَاهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين
هَذَا نِدَائِيَ فاعْفُ و ارْحَمْ و اسْتَجِبْ يـكـفـي فؤاديَ أَنّهُ عَشِقَ الهدى إِذْ جـاءهُ حـتـى اطْـمَأنَّ كَأَنَّمَا فـإِذَا بـه ابتَهَجَ الجَنَانُ وأَشْرَقَتْ فـالـبـدرُ أَزْرَتْ مُهجَتي بضيائِه مــا ذاك إلا أن صـدريَ هَـزَّهُ فَـإِذَا الـسَّـعَادَةُ خُلَّةٌ، و إذا الهِدَا نُـورٌ يَـزُورُ فـلا أكـادُ أرى به عَـجَـبًا أَمِنْ وَصَبٍ سُقِيتُ عَذَابَهُ يـا رَبِّ أَسْـعَـدْتَ الدُّنَى بمُحَمَّدٍ شَـرَّفْـتَـهُ و رَفَـعْتَهُ فوقَ العُلا إِذْ حَـلَّ فـيـه بِسِرِّ سِرٍّ لا يُرَى قـد هِمْتُ في حُسْنِ المَعَانِي شَائِقًا هِـيَ مُـنْتَهَى سُؤْلِ المُحِبِّ حَبِيبَهُ * * * يا رَبِّ في فَجْرٍ وُلِدْتُ على الهدى و إذا الـحـيـاةُ تَـمُدُّنِي بظِلَالِهَا حـيـثُ السبيلُ مُذَلَّلٌ والقَصْدُ أَبْ حـتـى إذا شَـبَّ الفؤادُ تَحَرَّكَتْ و أَصَخْتُ سَمعيَ للقريبِ مُنَاصِحًا فـخَـجِلْتُ مِنْ نَفْسِي و حَوْلِيَ أُمَّةٌ فـإِذَا بـفِـكْـرِيَ تَابِعٌ و بِفِطْرَتِي لَـمَّـا ضَـلَـلْتُ طريقَها لم أَلْتَفِتْ يـا رَبِّ ثَـبِّتْنِي على السَّبَبِ الذي فـاجْـعَـلْ إِيَـابِـيَ للرَّشَادِ وِلَادَةً و لَقَدْ مَضَى زَمَنُ المَهَانَةِ و انقضى | مـا كان وَعْدُكَ بالرِّضَى أَنْ نُـورَ الـحـقيقةِ تَاجَهَا عَيْنَ الْوَفَا بَـعَثَتْهُ رُوحُ غَرَامِهِ فيِ المُصْطَفَى شمسُ الجَمالِ، وكُنْتُ عنها مُصْرَفَا والحِسُّ جَابَ مَدَى السَّمَاءِ و رَفْرَفَا حُـبُّ الـحـبيبِ فطَارَ يومَ تَعَرَّفَا يـةُ نِـعْـمَـةٌ، وَ إِذَا الْعَنَاءُ تَوَقَّفَا إلا الـمـحـبـةَ تَـجْتَبِي قلبًا هَفَا لِـسَكِينَةٍ نَفَتِ الأسى حتى انْتَفَى ! ونَـقَـشْـتَـهُ في كُلِّ قَلْبٍ أَحْرُفَا وبـنُـورِهِ هـذا الـزمـانُ تَشَرَّفَا إلا لِـمـنْ شـاءَ الـقـدِيرُ فشَرَّفَا مِـنْ طَـيْـبَـةٍ ذاكَ المَقَامَ الأَوْرَفَا والْـقَـلْـبُ حُقَّ لَهُ بِهَا أن يُشْغَفَا * * * مُـتَـطَـهِّرًا صَافِي السَّرِيرَةِ أَحْنَفَا أَرْتَـاُد مِـنْـهَـا ما تَشَاءُ مُصَرَّفَا يَـضُ نَاصِعٌ ما كُنْتُ عَنْهُ لِأَصْدِفَا يـومًا دَوَاعِي النفسِ تُفْسِدُ ما صَفَا أَنْ أَسْـتَـجِـيـبَ و للبعيدِ مُعَنِّفَا أَحْـسَـسْـتُ مـنها غُرْبَةً وتَخَوُّفَا لَـمْ تَـأْلُ مِـمَّـا قـد فَعَلْتُ تَأَفُّفَا إلا و قـد أَضْـحَـيْتُ عَنْهَا مُتْلَفَا أَحْـيَـى شَـتَاتِيَ مُذْ صَحَوْتُ فأَلَّفَا حـتـى أكـونَ بما عَرَفْتُ مُعَرِّفَا إن الـزَّمَـانَ قَـدِ اسْتَدَارَ و أَخْلَفَا | يُخْلَفَا