سلاماً عليكِ بلادي
سلاماً عليكِ بلادي
هادي الربيعي
سلاماً عليكِ
بلادي
سلاماً عليكِ
بلادي
لكمْ أثقلتنا الحروبُ
بأوزارِها
وكمْ وضعتْ
فوق َ قلبِ العراقِ
أسرارَ أسفارِها
وكمْ حمَلَ الليلُُ
لليلِ
رائحةَ الموتِ
وهو ينامُ
كذئبِ البوادي
على شُرُفاتِ
أقمارِها
سلاماً
على جسدٍ
اثقلتهُ الحرابُ
وما زالَ يخطو
وحيدَ الخُطى
وهو يعبرُ في نارِها
سلاماً عليكِ
بلادي
سلاماً عليكِ
بلادي
هُنا القت الحربُ
أثقالها
وزلزلت الأرضُ
زلزالها
هنا انقلبت
ساعة ُ الصفرِ
وأنشقَّ فوقَ بلادي
القمرْ
هنا اعلنَ الموتُ
ميلادهُ
وأيقظَ في الأرضِ
أوغادَهُ
هنا الموتُ
أحكمَ فيها القضاءَ
واصبحَ فيها
أميرَ القدرْ
هنا الموتُ يكتبُ
ملحمةَ المجدِ
فوق صدورِ البشر
هنا احترقَ الفجرُ
تحتَ الصواعقْ
وهبَّت على الكائناتِ
الحرائقْ
هنا شيَّدَ الشهداءُ
بلاداً
يسمونها قلعة َ الشهداءْ
هنا احرقَ العالَمُ المتحضِّرُ
دورَ العبادة
هنا
اصبحت صرخاتُ
اليتامى
سلالمَ دقَّتْ
ببابِ السماء
هنا
سقطتْ دمعةُ الله ِ
وهو يرى العالَمَ المتحضَّرَ
يعبث في الأرضِ
كيفَ يشاء ْ
هنا الطيبونَ
هنا البُسطاءُ
هنا الحالمونَ
هنا الشعراءُ هنا المتعبون
هنا الأنبياءُ
هنا وقفتْ
سورةُ الفاتحة
وظلَّت الى الفجرِ
تحرسُ قلبَ العراقْ
هنا وقفت
وهي تمسحُ عنهُ
جراحاتهِ
وتُطبقُ راحاتها
فوقَ راحاتهِ
هنا اجهشت بالبكاءْ
هنا احترقت بالعناقْ
وفاضَ بها النورُ
حتى تلاشتْ
لتغدو
طيوراً من الضوءِ
تخرجُ ليلاًً
لتؤنسَ وحشةَ
مقبرةِ الشهداءْ
سلاماً عليكِ
بلادي
سلاماً عليكِ
بلادي
سلاماً عليكِ
بلادي
سلاماً على كلماتي
التي لم تعدْ كلماتي
سلاماً
على خطواتي التي
لمْ تعدْ خطواتي
سلاماً على زبَدِ العمرِ
في أُخرياتِ حياتي
سلاماً
على سربِ طيرٍ
يعودُ لأوكارهِ
بعدَ يومِ القيامة
سلاماً
على بُقعِ الدمِ ِ
فوقَ جناحِ اليمامة
سلاماً
على الراكضينَ معَ الفجرِ
خلفَ الرغيف ِ البعيد
سلاماً على الواهمينَ
بمجد ِ السرابِ السعيدْ
سلاماً على جسدي
في الشمال
سلاماً على جسدي
في الجنوب
سلاماً على شجرٍ ما يزالْ
يمدُّ الغصونَ
ويخزنُ إشعاعَ
حربِ النجومْ
سلاماً
على ملكاتِ الجَمالْ
وهُنَّ يُرتِّقنَ أسمالَ
أحلامهنَّ
ويرفعنَ في التيهِ
أقمارَهُنَّ
ويدفعنَ للبحرِ
أشرعةً
لا تعودْ
سلاماً عليكِ
بلادي
سلاماً عليكِ
بلادي
وقفنا عليها
ونبقى وقوفاً
ونعرفُ إنَّ خُطى
السِّيد ِ الموتِ
تعبرُ فينا
وانَّ خُطى الشمسِ
حمراءَ
تعبرُ
فوقَ الدروبْ