رثاءُ المعلم
24أيار2008
خالد البيطار
رثاءُ المعلم
خالد البيطار
"كان يعطي الدرس لطلابه بجد ونشاط والموجّه التربوي في آخر الصف يستمع له، وفي نهاية الحصة شعر بإرهاق في صدره فخرج هو والموجه إلى إدارة المدرسة ولم يخط خطوتين حتى أسلم روحه لخالقها".
في غرفةِ الدرسِ أعطى الروحَ باريها أعـطـى الـحياةَ كريماً دونما مللٍ لـم يَـشْكُ من مرضٍ يوماً ولا تعبٍ ذو هـمـةٍ وإبـاءٍ مـنـذُ نـشأتهِ لـكـم روى عـن أُباةِ الضيمِ حادثةً وكـم روى عن رجالِ العزِّ سيرتَهم وجـدّدَ الـنـخـوةَ السمحاءَ مشرقةً لـقـد بـنـى نفسه مذ شبَّ مجتهداً وراحَ فـي صـفـه يُـملي بلا كللٍ * * * إنَّ الـمـعـلـمَ هـذا حـالـه أبداً يُـذيـبُـه مـا يـعـانـي في تقلّبه حـتـى إذا ما استقر الوضعُ أرهقهُ وكـم يُـلاقـي من الغَصّات يكتمها وكـم يـعـانـي لـيحيي كل ميتةٍ وبـعـد ذلـكَ يـأتـيه الموجهُ في * * * لا تـعجبوا إن نقشَ الصخر صنعتُهُ إن الـمـعـلـمَ جـنديٌّ يجاهدُ في يـبـنـي البلاد ويبقى في تواضعه يـبـنـي ويـعملُ لا يدري به أحدٌ | وارتـاحَ من غَصَصِ الدنيا وما حـتـى قضى باعتزازٍ وهو يعطيها فـكـلُّ نـازلـةٍ تـأتـيـهِ يُخفيها سَـلِ الـشـهـامةَ تندبُ خيرَ أهليها كـادتْ ليالي الأسى والحزنِ تُنسيها حـتـى كـأنّـا نراهم حين يرويها حـتـى غـدا مبغضوها من مُحبّيها وكـانَ فـرداً بـهـذا وهـو يبنيها بـروحـهِ فـتـلاشـتْ وهو يُمليها * * * يـروي الـبذورَ ويذوي وهو يَرويها مـن الـمـدارس قـاصيها ودانيها صـقـلُ الـطـبائعِ تعليماً وتوجيهاً ومـن عـقـولٍ عـجافٍ إذ يُداريها مـن الـنـفوس وكم يشقى ليُحييها هـمـسٍ لـطيفٍ.. وقد يهديه تنبيها * * * ولـيـس يـعـرفـهـا إلا مُعانيها هـذي الـبـلادِ فـيـبنيها ويُعليها ولا يـسـيـرُ على وجه الثرى تيها سِـواكَ يـا مُـنـشئ الدنيا وباريها | فيها