العقد الفريد
24أيار2008
د. حسن قرعاوي
العقد الفريد
في رثاء الأخ الدكتور كمال رشيد رحمه الله
د. كمال رشيد رحمه الله
د. حسن قرعاوي
قد يمّمَ الركبُ المواكبُ (موبصا)(1) قَــدَرُ الإلـه مـنـارةً وضّـاءة والـغـيـمُ ظـللهُ سحائبَ رحمةٍ أابـا بـلال حـول قـبركَ سُنبلٌ غـادرتَـنـا مـن دون أيِّ شوائبٍ وضـعوكَ في لحدٍ بأرض خصوبةٍ وعـيـونُ أهلكَ والصحابِ جميعهم كـم كـان مـوتُ الأوفـياء فُجاءةً بـحـيـاتـنـا يـومانِ يوم مَسَرّةٍ مـا زاد ربـي فـي مدى أعمارِنا كـالـطـائر المُصطادِ قُصَّ جناحُهُ أو كـلـمـا زادت مـواليدُ الوَرَى مـا اسـطـاعَ منها المرء دفع بلية هـذي لـعـمـركَ سـنّـةٌ أبديّةٌ سـيّـانِ كلّ في المصير مع الردى لـكـنَّ عـاقـبـة الـذينَ تمسّكوا كـونٌ سـيـعمرُ ما تشاء له السما كـأبـي بـلال فـي سماحة خُلقه فـي سـيرةٍ عكستْ جلائل فضلهِ فـاسـمـع حديثاً راق كلّ معاشرٍ فـعـلـيكَ رحمةُ ربنا يا صاحبي | فـكَـمـالُ من دنيا المتاعبِ جـذبـت إليها التِّبرَ جوهرَ خالِصا هـذي مـن الباري تُعدُّ خصائصا فـانـظـر إليه مع العشيّة راقصا لـلـه فـي ثوب النقاء ممحّصا(2) والطوبُ حولكَ في الظهيرة رُصّصَا كـانـت تُـحوِّمُ فوق قبرك شُخّصَا فـي نـفـس كلّ الأقربينَ مُنَغّصَا أو يـومُ سـوءٍ صـائداً أو قانِصا إلا وكـان الله يـومـاً مُـنـقِصَا أنّـى يُـغرّدُ في الرياضِ مُقَصقَصا قـلّ الـكـبـار تَـراجعاً وتناقُصَا يـومـاً ولا اسـطاعَ الأنام تخلُّصَا فـتـأمّـلاً، وتـمـعـناً، وتفحّصا حـرٌّ طـلـيـقٌ أو حبيسٌ قَرفَصَا بـالـديـنِ غـيرُ الكاذبين تَخَرُّصا فاعمل لنفسك من أن تكون المُخلِصا مـا شـذّ عن أمر الإله وما عَصى إن شـئـتَ تـفصيلاً لها ومُلخِّصا يـأتـيـك مَـحْضاً بل نقياً خالصا غـيثاً يَصبُّ على ثراكَ مخصَّصَا | خُلّصا
&n (1) موبص: ضاحية من ضواحي عمّان الشمالية الغربية.
(2) ممحصاً: خالياً من الشوائب، ومجلواً ومختبراً.