أَتَعَثَّرُ فِي أَهْذَابِ حُلُمِي
أَتَعَثَّرُ فِي أَهْذَابِ حُلُمِي
نَسِيمَة الرَّاوِي / طَنْجَة
.....
أَتَعَثَّرُ فِي أَهْذَابِ حُلُمِي،
أَزْحَفُ سَدِيمَةً،
طِيناً يَتَمَادَى فِي الاغْتِرَابْ،
أُشَارِكُ صَوْتيَ الصُّعُودَ،
أُغَنِّي لِلْمَدِينَةِ..
..........
(1)
أُهَدْهِدُ أَوْجَاعِيَ عَلَى سَرِيرِ الرُّوحِ
بِالْحلُمِ، لاَ بِالنِّسْيَانْ؛
لأَنَّ طَنْجَةَ لاَ تَنْسَى وَضْعَ ذَاكِرَتِي فِي سَلَّتِهَا،
كُلَّمَا نَزَلَتْ إِلَى الْبَحْرْ..
(2)
فِي طَنْجَةَ -بِخَرِيفٍ مَا-
أَذْكُرُ أَنِّي ضَلَلْتُ طَرِيقِي إِلَى النُّوطَاتْ؛
فَصَارَتْ تَعْزِفُنِي قِيثَارَتِي عَلَى مَسَامِعِ الْمَدِينَةِ..
(3)
فِي طَنْجَةَ،
تَطْرُقُ الرِّيحُ نَافِذَتِي:
أَدْخِلِينِي
يَطِيرُ فَرَاشٌ فِي الْحُلُمِ..
(4)
هَلْ كَانَ عَلَى الرِّيحِ الْمُثْقَلَةِ بتَبَارِيحِ الشَّوْقِ،،
أَنْ تَجْرِفَ كُلَّ مَا يَدُورُ بِبَالِ السَّتائرِ الْحَمْرَاءِ؟
فِي فُنْدُقِ الْمَنْزَهْ..
هَلْ كَانَ عَلَى الْقَصِيدَةِ أَنْ تَخْرُجَ لِلْبَلَكُونَةِ؟
تُدَخِّنَ صُوَّرَهَا..
أَوْ تُذِيبُهَا قِطْعَةً قِطْعَةً فِي الشَّايِ،
لِيَرِانِي
وَيَرِى فَرِاشَاتِي..
(5)
فِي طَنْجَةَ نَمْشِي مُتَوَازِيَيْنِ
لِنَتَقَاطَعَ فِي الْهَشَاشَةِ،
نُسْقِطُ السَّمَاءَ مُتَدَحْرِجَةً مِنْ جِسْرِهَا
لاَ لِشَيْءٍ،
سِوَى أَنَّهَا تَلْتَصِقُ بِالْبَحْرِ عِنْدَ اللاَّنِهَايَاتْ..
(6)
رَأْسِي الْمَغْرُوسُ فِي كَتِفِهِ سُؤَالٌ وُجُودِيٌ لِلْمَرَايَا..
مَاذَا أَكُونُ لَوْلاَ انْصِهَارُ الشَّكْلِ فِي الشَّكْلْ؟
مَاذَا أَكُونُ لَوْلاَ هَشَاشَةً تَتَسَكَّعُ حَافِيَّةً
فِي شَوَارِعَ طَنْجَةَ؟
مَاذَا أَكُونُ
...؟
(7)
فِي طَنْجَةَ لاَ نَرَى الصُّوَّرَ الْمُتَعَدِّدَةَ الأَبْعَادِ فِي قَصَائِدِ لُورْكَا،
بَلْ نَشُمُّ مِلْحَهَا مَمْزُوجاً بِرَائِحَةِ الْبَحْرْ..
(8)
فِي طَنْجَةَ يَخْرُجُ الْبَحْرُ مِنْ قُبَّعَةِ سَاحِرٍ
تَخُونُهُ خِفَّةُ يَدِهِ..
(9)
كُلَّمَا أَوَجَعَتْنِي الْحَيَاة،
أَذَبْتُ قُرْصَ شَمْسٍ
فِي كُوبِ بَحْرْ..
تَتَشَابَهُ الْبِحارُ عِنْدَ الْغُرُوبِ،
لِهَذَا تَحْضُرُنِي كُوپَا كَابَانَا
في الْپْلاَيَا..
وَرُبَّمَا لأَنَّ هُنَاكَ تَطَابُقاً نِسْبِياً
فِي تَأْوِيلِ الْغَرَقِ..
(10)
أَنْتَزِعُ حَوَاسِّي عَلَى دَرَجِ الْبَاخِرَةِ،
كَيْ لاَ أَتَبَعْثَرَ فِي الأَزْرَقْ..
أَنْتَزِعُ بَعْضاً مِنْ شَرَايِينِي
كَيْ لاَ يَنْكَسِرَ زُجَاجُ قَلْبِي
مِنْ فَرْطِ الْحُبِّ
أَنَا وَأَنْتَ، وَطَنْجَةَ ثَالِثُنَا
فِي الأَسْفَارْ