خَريفيّاتُ العُمُر
مصطفى حمزة
خَمْسينَ صارتْ سِنُّهُ ؟!
ارْتَعَدَتْ فرائصُهُ
وعادَ إلى أصابعِهِ
لِيَحْسُبَ مِنْ جَديدْ ..
****
قالتْ : صَباحُ الخيرِ ( يا عَمّي ) !
وراحَتْ ..
دونَ أنْ تدري بِغَمّي ..
وبأنّني أصْمى فؤادي ألفُ سَهمٍ
حينَ قالتْ : ( عَمّي ) !!
****
نامَ الصّغارُ وأمُّهُمْ
لَمْ يبقَ في الدّارْ
سَهْرانَ غَيْري
أظْهَرْتُ أنّي أسمعُ الأخبارْ !
حتّى إذا اسْتَيْقَنْتُ مِنْ إغْفائهِمْ
شاهَدْتُ وَحْدي
( تُمْ وَجَيْري ) !
****
أغْمَضْتُ عَيْني فوقَ كُرْسِيّ الحِلاقَهْ
كيْ لا أرى
ما يقتلُ النفسَ احْتِراقا :
مِشْطاً صغيراً
يلهو على أشْلاءِ شَعْري
بسُهولةٍ
وَطَلاقَهْ !
****
ماذا أقولُ وأفعلُ ؟!
راحَ الزمانُ الأجمَلُ !
بالأمْسِ إنْ مُدَّ الطّعامُ
لَنا ، وطابَ المأكَلُ
كُنتُ الأخيرَ قيامُهُ
واليومَ إنّي الأوّلُ !