الله
أنس إبراهيم الدّغيم
جرجناز/معرّة النعمان/سوريا
الـلُّـهُ الـلّـهُ حـين القلبُ منقبضٌ
الله الله حـيـن الـسّـرُّ مـسـتَتَرٌ
وحـينما الصّبحُ يطوي الليلَ منبعثاً
وحـيـنما الماءُ يجري سلسلاً طَبَقاً
اللهُ اللهُ فـي الـملحِ الأجاجِ وفي الـ
اللهُ اللهُ حـيـن الـشّـمـسُ جاريةٌ
وحـيـنـما القمرُ اللّألاءُ يرجعُ من
وحـيـنـما النّجمُ في الأفلاكِ منتقلٌ
اللهُ اللهُ فـي مـدِّ الـبـحـارِ وفي
وحـيـنـما الفلكُ فوقَ الماءِ جاريةٌ
اللهُ اللهُ فـي قـصـفِ الرّعودِ وفي
اللهُ اللهُ فـي سَـوْقِ الـغـمامِ وفي
وفـي الـسّـحابِ إذا يُزجى إلى بلدٍ
اللهُ اللهُ فـي طـيـبِ الـطّعامِ وفي
اللهُ اللهُ فـي الـظّـلِّ الـظّليلِ وفي
اللهُ اللهُ حـيـنَ الأرضُ ظـامـئـةٌ
وفـي الـهـلالِ وبحرُ اللّيلِ معتَكِرٌ
وفـي الـجـبالِ وقد أرسى قواعدَها
والأرضِ تـهـتزُّ من قَطرٍ يباشرُها
وحـيـنـما البحرُ سُكنى كلِّ ساكنةٍ
وفـي الـرّبـيـع إذا أهدتْ شمائلُه
اللهُ اللهُ حـيـنَ الـرّوضُ يـمـلؤهُ
وحـيـنـما يتهادى الزّهرُ من نَسَمٍ
وحـيـنـما الطّيرُ يشدو في خمائِله
وحـيـنـمـا نسماتُ الرَّوْحِ مُرسَلةٌ
وفي الرّياضِ إذا اخضرّتْ وقدْ أخذتْ
وفـي الرّياض إذا ما صَوَّحتْ فكأنْ
اللهُ اللهُ فـي عَـرفِ الـشّذا وسُرى
وفـي النّدى فوقَ ثغرِ الوردِ منبسطٌ
وفـي سـلـوكِ أريجِ الزّهرِ تنظمُهُ
وفـي الـعـنـاقيد تكسو حِجرَ داليةٍ
وفـي جَنى الزّهر يُمسي في مياسمِهِ
وفـي مـحـاورةِ الأوراقِ فـي فَنَنٍ
اللهُ اللهُ فـي خـفـقِ الـقلوبِ وفي
وفـي حـفيفِ وريقاتٍ بها عرَضَتْ
وفـي الـعيونِ التي في طرفها حَوَرٌ
وفـي رقـيـقِ مناجاةِ القلوبِ وفي
وفـي وَجـيـبِ فـؤادٍ هاجَهُ طربٌ
خـيـامُ لـيـلـى بـعيداتٌ منازلُها
فَـمـدَّ مـن دمـعاتِ العينِ مُنعَرَجاً
وفـي مُـحـبٍّ لـهُ في طيبةٍ رَحِمٌ
يـمـسـي ويصبحُ في ذكراهُ منتشياً
هـذا "مـحـمّـدُ" يا قلبي فمُتْ ولَهاً
اللهُ اللهُ فـي ذاتِ الـصّـدورِ ومـا
وفـي اخـتـلاجِ خفاياها بِما خفيَتْ
وفـي الـفـؤادِ ومـا في طَيِّ طيَّتِهِ
وفي الغيوبِ وما تحوي الغيوبُ وما
وفـي دقـائـقِ مـا دقّـتْ دقـائقُهُ
وفـي مـثـاقيلِ حبّاتِ التّرابِ وفي
اللهُ اللهُ مــا أحـلاهُ مـن نَـغَـمٍ
اللهُ اللهُ فـي مـجـرى دمـي وسنا
وفي الكرى ولطرفي في الكرى سِنَةٌ
وحـيـنـما النّفسُ في تقواهُ سابحةٌ
وحـيـنـمـا خلجاتُ النّفسِ تذكرُهُ
وحـيـنـمـا نورُهُ في القلبِ منتشرٌ
وحـيـنـما خطراتُ الذّنبِ تأسرني
وحـيـنما العبدُ يعصي الله في عَلَنٍ
وفـي بـكـاءِ كبيرِ الذّنبِ في سَحَرٍ
وحـيـنـما القلبُ مأوى كلِّ موبقةٍ
وحـين أغرقُ في العصيانِ واخجلي
وحـيـن تـقـنَطُ نفسي من عنايتِهِ
وحـيـن آيـسُ من خلٍّ يصاحبني
وحـيـنـما القلبُ يشكو من مواجعهِ
وحـيـن أطـرقُ بابَ اللهِ في خجلٍ
وحـيـن يـفـتحُ ربّي بابَ رحمتهِ
اللهُ اللهُ فـي عـمـري الـمديدِ وفي
وحـيـنـمـا جسدي بالعزمِ مُشتملٌ
وحـيـنَ يـشـمَلُهُ المولى برحمتِهِ
وحـيـنـمـا اللهُ بالإحسانِ يغمرُني
وحـيـن يسكنُ نبضُ القلبِ فيَّ وقد
وحـيـنـما سكراتُ الموتِ ترهقني
وحـيـن تـنزعُ روحي كفُّ بارئها
وحـيـن يـحـمـلني للقبرِ أربعةٌ
وحـيـن يُودِعني الأحبابُ في جَدَثٍ
يـا ربِّ جـاءكَ ضيفٌ يرتجيكَ ففي
اللهُ اللهُ فـي هـذا وذاكَ وذا
والـكـلُّ يـهتفُ في سرٍّ وفي عَلَنٍ
والـكـلُّ يـنطقُ في بحرٍ وفي يَبًسٍ
أُعـاتِـبُ الـنّفسَ أنْ تخلو بهِ ولها
يـا أيّـهـا الـنّاسُ أوصيكمْ بهِ أبداً
فـمـا أُحَـيـلاهُ ذكراً في ضمائرِناوحـيـن تـنـبـسطُ الأحشاءُ اللّهُ
وحـيـن تـنـكـشفُ الأسرارُ اللهُ
وحـيـن يـطـويه من ليلٍ طواياهُ
فـتـرتـوي مـنـهُ أكـبادٌ وأفواهُ
الـعـذبِ الـفـراتِ وفيما بينها اللهُ
لــمــسـتـقـرٍّ لـهـا اللهُ اللهُ
بـعـدِ الـمـنـازلِ كالعرجونِ اللهُ
يـهدي به اللهُ من ضلّوا ومن تاهوا
قـبـضِ الـبـحارِ وفيما بينها اللهُ
تـجـري مـواخرَ إنّ المجريَ اللهُ
قـطـرِ الـسّـماءِ ولمعِ البرقِ اللهُ
هـلِّ الـغـيـاثِ وسُـقيا الخيرِ اللهُ
مَـيْـتٍ فـسبحانَ مَن بالقطرِ أحياهُ
طـيـبِ الشّرابِ وطيبِ العيشِ اللهُ
لـفـحِ الـحَـرورِ وحينَ البأسِ اللهُ
وحـيـنما الغيثُ يُجري عذبَ ريّاهُ
مَـن الـذي فـي سـوادِ اللّيلِ جَلّاهُ
والطّيرِ يقبضْنَ… إنّ الممسكَ اللهُ!!!
تـربـو وتنبتُ… إنّ الزّراعَ اللهُ!!!
وحـيـنـما الموجُ يرغو في حناياهُ
لـنـا الـسّـرورَ فـما أحلى هداياهُ
شـدوُ الـبـلابـلِ والأطيارُ تغشاهُ
فـيـرتـوي بـأريجِ الزّهر مرعاهُ
وحـيـنـمـا النّحلُ يبني في خلاياهُ
فـالـغـصنُ من نسماتِ الرَّوْحِ تيّاهُ
فـي الـحـسـنِ زخـرفَها اللهُ اللهُ
لـمْ تـغـنَ بـالأمسِ إنَّ القادرَ اللهُ
عَـرفِ الـنّـسـيمِ فما أزكاهُ مسراهُ
فـمـا أُحـيـلاهُ مـن رسمٍ وأزكاهُ
يـدُ الـنّـسـيمِ فيحي القلبَ مَمْشاهُ
لـلـهِ مِـن مـنـظرٍ قد طابَ مرآهُ
وفـي الـبـكورِ لهُ في الشّهدِ منحاهُ
مـع طـائـفٍ بـعبيرِ الحسنِ روّاهُ
هـوى الـنّفوسِ ونجوى الرّوحِ اللهُ
ريـحُ الـصَّـبـا فلقلبِ الصّبِّ أوّاهُ
فـكـلُّ لَـحْـظٍ له في النّاسِ قتلاهُ
دمـعِ الـعـيـونِ على الخدّينِ اللهُ
إلـى الـحـبيبِ وبُعدُ الرَّبعِ أقصاهُ
ولـيـسَ يُـسـليهِ عنها غيرُ ليلاهُ
فـلـلـخـيـامِ رسـومٌ فـي مُحيّاهُ
مـن الـهـوى وسُويدا القلبِ تهواهُ
وكـمْ يـهـيـمُ إذا تـعـروه ذكراهُ
قـد طـاب فـي طيبةَ الغرّاءِ مثواهُ
تُـخـفـي الصّدورُ من الأسرارِ اللهُ
عـن الـبـصـائِرِ والأبصارِ سِيماهُ
واللهُ يـعـلـمُ مـا تُـخـفي خفاياهُ
فـيـهـا مِـنَ الـقـدرِ المقدورِ اللهُ
وفـي رقـائـقِ مـا رقّـتْ مراياهُ
م_ـا لا يُ_ـرى ويُ_ـرى اللهُ اللهُ
عـلـى لـسـاني وفي قلبي وأشجاهُ
حـلـمـي وفـي صَدَرِ الأنفاسِ اللهُ
وفـي الـسّـهـادِ إذا ما النّومُ جافاهُ
وحـيـنـمـا النّفسُ تعصيهِ وتنساهُ
تـغـدو وتـذهبُ في ساحاتِ ذكراهُ
فـأشـهـدُ الـنورَ في قلبي وأحياهُ
والـقـلـبُ يـسرحُ في دنيا دناياهُ
واللهُ يـشـهـدُ مـا يـجني ويرعاهُ
ورحـمـةُ اللهِ أقـصـى مـا تمنّاهُ
واللهُ يــغـفـرُ إنّ الـغـافـرَ اللهُ
وتـحـتـويـني من المولى عطاياهُ
فـتـصرخُ الرّوحُ في الظّلماءِ ربّاهُ
فـأسـمـعُ اللهَ يـدعـوني لنجواهُ
ولـيـسَ يـسـمعُ غيرُ اللهِ شكواهُ
والـبـعـدُ أثّـر فـي قلبي وأعياهُ
فـتـهـتفُ الرّوحُ جزلى.. إنّكَ اللهُ
غـروبِ عـمري إذا ما الموتُ وافاهُ
وحـيـنما الضّعفُ يسري في زواياهُ
فـتـحـمـدُ اللهَ بـالنّجوى خلاياهُ
ولـسـتُ أهـلاً لأنْ أحـظى بنعماهُ
آنّ الـرّحـيـلُ لـيلقى القلبُ مولاهُ
فـيـنـطـق الـرّمقُ المَوْفورُ اللهُ
فـيـهـتفُ القلبُ ها قدْ جئتُ ربّاهُ
أنـا الـنّـزيـلُ وإنّ الـمـكرمَ اللهُ
لا تـأسَ يـا قـلبُ إنّ المؤنسَ اللهُ
أيّ الـمـنـازلِ قـد أعددتَ سكناهُ؟
وكـلِّ طـرفـةِ عـيـنٍ ذلـكَ اللهُ
أنْ يـا بـنَ آدمَ إنّ الـخـالِـقَ اللهُ
قـد ضلَّ يا ناسُ مَن تدعونَ إلا هو
فـي غـيـرِهِ أمـلٌ أو دونَـهُ جاهُ
كـذا ونـفـسـي وأوصـيكمْ بتقواهُ
ومـا أُحـيـلاهُ مِـن وِرْدٍ و أغلاهُ