ليس كلُّ الزهرِ فُلاّ
عبد القادر الأسود
ما علينا إنْ دعانا الشوقُ يوماً للتلاقي؟
زهرة وَسْنى وغصن راعَهُ هَمسُ السواقي
فانْثَنى يَستافُ منها نَشْوةً والليلُ ساقِ
فارتمت بين يديه والشَذا خَمْرُ العِـناقِ
* * *
إنَّ دون الوردِ شَوكاً لا تَظُنّي القَطْفَ سهلا
فاستعدّي للتَحدّي ليس كلُّ الزهرِ فُلاّ
يلسعُ النَحلُ يَدَيْنا ليكون الشهدَ أحلى
* * *
يا رشيقَ الـقَدِّ يزهو فِتْنَةً يَخْتالُ عُجْباا
يا رقيقَ الخَصْر رِفْقاً قد أخذتَ القلبَ سَلْبا
كان لي قلبٌ خَفوقٌ إن دعاه الحُسْنُ لبّى
* * *
هكذا تَمضي الليالي بين وصلٍ واشْتياقق
تَرقُصُ الأَكبادُ بِشْراً إن دنا يومُ التَلاقي
ثمّ تُفْنينا الليالي والأماني في عِناقِ
* * *
حسبُ قلبي يا حبيبي من هوى المحبوبِ ذكرىى
ذِكرُ أَيامٍ خَوالٍ مُهْجةٍ كالجمرِ حَرّى
رُبَّ ذكرى من خليلٍ تملأُ الآفاقَ عطْرا
* * *
ما طبقتُ اللجَفْنَ إلاّ كنتَ في عيني حبيبي
كم أرى في الحُلم روحي نَـسْمَةً من نَفْحِ طِيبِ
تَلْثُمُ النَهْديْن تُلقى وردةً فوقَ الكثيبِ
* * *
سَلْ ظلالَ الدَوْحِ عنّي والأقاحي والخَمائلْ
وصَدوحَ الأَيْكِ لحْني ما يُغنّي للسنابلْ
سَلْ شِفاهَ الغيدِ خمري والسواقي والجداولْ
إن أمُتْ يوماً فروحي ضَوْعُ مِـسكٍ في الجدائلْ