ليس كلُّ الزهرِ فُلاّ

عبد القادر الأسود

عبد القادر الأسود

[email protected]

ما علينا إنْ دعانا الشوقُ يوماً للتلاقي؟

زهرة وَسْنى وغصن راعَهُ هَمسُ السواقي

فانْثَنى يَستافُ منها نَشْوةً والليلُ ساقِ

فارتمت بين يديه والشَذا خَمْرُ العِـناقِ

* * *

إنَّ دون الوردِ شَوكاً لا تَظُنّي القَطْفَ سهلا

فاستعدّي للتَحدّي ليس كلُّ الزهرِ فُلاّ

يلسعُ النَحلُ يَدَيْنا ليكون الشهدَ أحلى

* * *

يا رشيقَ الـقَدِّ يزهو فِتْنَةً يَخْتالُ عُجْباا

يا رقيقَ الخَصْر رِفْقاً قد أخذتَ القلبَ سَلْبا

كان لي قلبٌ خَفوقٌ إن دعاه الحُسْنُ لبّى

* * *

هكذا تَمضي الليالي بين وصلٍ واشْتياقق

تَرقُصُ الأَكبادُ بِشْراً إن دنا يومُ التَلاقي

ثمّ تُفْنينا الليالي والأماني في عِناقِ

* * *

حسبُ قلبي يا حبيبي من هوى المحبوبِ ذكرىى

ذِكرُ أَيامٍ خَوالٍ مُهْجةٍ كالجمرِ حَرّى

رُبَّ ذكرى من خليلٍ تملأُ الآفاقَ عطْرا

* * *

ما طبقتُ اللجَفْنَ إلاّ كنتَ في عيني حبيبي

كم أرى في الحُلم روحي نَـسْمَةً من نَفْحِ طِيبِ

تَلْثُمُ النَهْديْن تُلقى وردةً فوقَ الكثيبِ

* * *

سَلْ ظلالَ الدَوْحِ عنّي والأقاحي والخَمائلْ

وصَدوحَ الأَيْكِ لحْني ما يُغنّي للسنابلْ

سَلْ شِفاهَ الغيدِ خمري والسواقي والجداولْ

إن أمُتْ يوماً فروحي ضَوْعُ مِـسكٍ في الجدائلْ