حاصد الأساطير

حاصد الأساطير

صلاح أحمد عليوة

مصر/ هونج كونج

[email protected]

تعبت

لأني تبعثرتُ عبر البوادي سرابا 

و عمرا تهاوي

على ضفةٍ  للشتات

و ظلا لشاهدة من حطام الجهات

و أشرعةً من سراب بعيد 

و ترنيمةً بين أقداح حانٍ

لأني تشردتُ كالحزن

و الغيم

و العارفين

 

لأني تفرقتُ في لوعة المنشدينَ

ترحّلت في سفنٍ من كلامٍ

إلى مدنٍ

نزَعَت خطوتي

من ضجيج السباقِ

و لهو الرفاقِ

و وقع التفاتاتهم

في زوايا الحنين

 

لأن النشيدَ القديمَ

يهبّ على حقل عمري

و يترك حولي كلاماً

يعيد إلى خيمةِ الأمس

أصحابها الراحلين

 

لأني تتبعت حكمتهم

فوق عشب المراعي

و جمّعتُ حرفا فحرفا

أساطيرهم

و صدى ما نسته الرياح

بوادي ( ثمود )

و ما طمرتهُ الرمالُ

على صخرة الصالحين

 

و ها قد تعثرت في كلمة السر

طالعتُ في عتمة الغار

أكوامَ ماسٍ و درٍ 

مرقشةٍ بعظامِ رعاةٍ

و طرّاق ليل

و بحارةٍ

لا يدل على سوء طالعهم

غير أزرار قمصانهم

في رمادِ السنين