موتي سرُّ تحصيني
05حزيران2010
صالح أحمد
صالح أحمد
لا صمتَ في البحر... هذا الصّمت يُغريني هـاجَ الـخِـضـمُّ فـقـم يا صاحِ نركبُهُ مـا كُنتَ تدري بما في البحرِ من صَخَبٍ فـي سـيـرَةِ الـخَلقِ شيءٌ ما سيُشبِهُني والـمـوتُ يـحـيـا بـقائي فوقَ هامَتِهِ فـي الـمـوتِ مُـتَّـسَعٌ للصّمتِ يكتُبُني فـي رحـلـةِ الـحُـبِّ قـلبي لم تُمَكِّنُهُ لا شـمـسَ لـلـشَّكِّ إلا ما اعتَرى شَفَقي وهـاجِـسُ الـحُـبِّ لـلإقـدامِ يَدفَعُني واصـعَـد لأفـقِ جـراحٍ مـارَسَت ألَقي وارجـع لـسِـفـرِ الرُّؤى ضمِّنهُ أمنِيَتي صـحـراءُ تـاهوا سُكارى كلّ من سكَنوا هُـزّي إلـيـكِ بـجِـذعٍ ما انحنى شَرَفًا رانَ الـغـمـوضُ عـلى دَهري وأرّقني مـا غـابَ فـجـري أنـا إنسانُ أمنيَتي فـي الـشِّـعبِ قمتُ وقامَ الحقُّ يَحضُنَني بـوّابَـةُ الـشَّـمـس فـي حبّ أعانقها بـوابـة الـغـربِ ترجو القَبْسَ من ألقي صـحـراءُ هـذا الصّدى من موجَةٍ شَعَّتْ فـجـرُ الـمنافي ارتَضى صدري لِيَسكُنَهُ قـد أورِثُ الـبحرَ عَصفي والرّؤى شَفَقي هـذا نـشـيـدي فـخـذ يا بحرُ جُملتُهُ مـاتَـت قُـرَيـضَةُ بل بادَت عناصِرُها كـل الـذيـن انـتـمـوا لـلوَهمِ بَدّدَهُم كـنـعـانُ خـيـمَةُ هذا الفجرِ فارتَحِلي كـنـعـانُ تـمـنَـحُ طُـهرَ القلبِ قِبلَتَهُ يـا بـحـرُ هـذا نـشـيدي خُذ مرارته لا يـصـمُـتُ الـحقُّ يبقى رغمَ غُربَتِهِ صـحـراءُ يـا رَحِـمَ الماضينَ في أمَلٍ يـا امّ مـن نَـهَـضـوا والـنّورُ قبلَتُهُم صـحـراءُ يـا رَحِـمي عودي ليَسكُنَني هـذا ربـيـعُ الـهُـدى مُـدّي إلـيّ يَدًا ويـومَ يُـلـقـى الـسّـدى حولي مقامِعَهُ والـمـوجُ يـصـفَـعُ وجهَ كلِّ مُقتَرِفٍ وأظـلُّ أسـعـى وبـالـرّحمن مُعتَصَمي ويـومَ يَـهـدَأُ طـوفـانٌ ويُـدنـيـني ويُـهـلـكُ الـمـدّ هـولاكـو وزُمرَتَهُ | دَع فَـورَةَ الـبـحر واشرَب من مـا ضـاقَ بَـرّي... وهذا البحرُ يُؤويني خُـذِ الـعـنـاصِـرَ وافـهَم سِرَّ تسكيني قـد يـكـرَهُ الـلّـيـلُ نسياني فيَحكيني حُـرًا؛ فـيُـدرِكُـ: "موتي سرُّ تَحصيني" عـلـى فَـضـاءِ الـمدى موتَ العَناوينِ دنـيـا الـفَـراغـاتِ من سَكبِ التّحانينِ فـي رحـلـةِ البحثِ عن ذاتي وتكويني كُـن أنـت قلبَ الصّدى؛ نبضَ المَضامينِ شَـعَّـت نَـشـيـدَ الـنّقا غَيثًا يُساقيني صـحـراءُ غَـرَّ السُّدى روحي فغَطّيني غـيـمَ الـخُـرافَـةِ عـوديهم وعوديني يـا أخـتَ مـريَـمَ مـن عادوكِ عادوني أن يـسـكُـنَ الـصّـوتُ ليلا لا يواليني مـشـكـاةُ دهري، ونوري نبضُ زيتوني قـلـبُ الـمـنـافي غَدا بالعزمِ يغذوني ذا مَـبـسَـمُ الـشّـرقِ مـشكاةُ الأحايينِ ذاكَ الـتـحـامُ الـرّؤى لـلنّورِ يحدوني لـيـسَ الـتّـنـاسُخُ من طَبعي ولا ديني كـم يـولَـدُ الصّبرُ من صبري فيأسوني سَـحـقُ الأسـاطـيرِ قصدي والملاعينِ واحـضُـن وُضـوحِيَ من جُرحٍ يُقاسيني وهـمُ الـهـيـاكِـلِ مـن نَسجِ الشّياطينِ نَـزفُ الـعـنـاصِرِ من صدقِ المساكينِ يـا حُـلـكَـةَ الـوَهمِ حَدّكِ لا يُجاريني كـنـعـانُ عَـزَّت على زحفِ الأساطينِ وامـنـح شـهـودَ الـوَفـا حُبًا رياحيني فـي الـقـلـبِ نـارًا سـأذكيها لتُحييني يـا تـيـهَ مـن عَـبَـدوا سحرَ الأفانينِ يـا لـيـلَ مـن لاذوا فـي ظـلِّ مفتونِ صـبـرُ الـقـرونِ على صَبري يُقَوّيني ولـنَـصـنَـعِ الـفُـلكَ باسمِ الله يُنجيني والـبـحـرُ يـغـدوا لظًا بالشّرِّ يرميني ظُـلـمـي ويَـخـسَـأُ مَن كِبرًا يُقاويني الـحـبُّ أصـلـي ونـورُ الله تـأميني عَـدلُ الـمَـقـادِرِ من نَصري وتَمكيني أنـعـى الـتّـخـاذُلَ أم أنعى سَلاطيني؟ | شَراييني