رحلتي إلى الجنان

الحكيم نوري الوائلي

الحكيم نوري الوائلي

مؤسسه الوائلي للعلوم

[email protected]

الـنـفـسُ تـزهو والفؤادُ iiمنارُ
وتـألـقـت حين الرحيل يشدني
فـجـمعتُ بعضَ حوائجي متلهفا
وحضنتُ طفلي مشفقاً , iiودموعنا
وأمـلـتُ طـرفي نحو سيدة iiلها
وحـمـلت  نفسي واثباً iiوحقائبي
فـي  كلّ بعدٍ ملزم، فالروح iiتبـ
لكنّ روحي غادرت صوب iiالمنى
وصعدت في وهج الحماس iiمكائناً
وتـجـوبُ أطـباق السماء كأنّها
روحـي كـأرواح المئات iiتعلّقت
لـكنّ شوقي طاف خوفي iiوارتقى
مـا  كنت أشعرُ في السماء بأنني
اللهُ  يـمـسـكُ علوها iiومسيرها
عـبـر الـمحيط كأنني iiالبحّارُ
وتـركـت أهلي في حماك iiكأنهم
ونـزلـتُ جـدّة ثمّ مكة iiوالهوى
وبـدأتُ أجـري نحو بيتك iiلائذاً
وتـلـعـثمَ النطقُ المتوّج iiبالحيا
واهتزَّ  من حولي المكانُ iiلرجفتي
كـيف اللقاء وعشت دهري لاهياً
ورأيـت كتفي في الشمال iiمحمّلا
ورأيـت  كـتفي في اليمين iiكأنّه
فـتـحيّرت  قدماي أين iiمسيرها
أنـت  الـحليمُ وخير جودك iiنافذٌ
ونـسيتُ  عند المفرحات iiكريمها
ورجـوتُ عند إساءتي iiمتضرّعاً
فـتـسابقت  نحوي المكارمُ iiجمّةً
فـأجـبـتـها بالموبقات iiتجاهلا
ودخـلـتُ  بيتك والذنوب iiكبائرٌ
ودخـلـتُ  أحبو والجبين iiملطّخٌ
وجـلـسـتُ أنظرُ للسواد iiكأنّني
وبـكـيـتُ  حتى بُلّلت iiجدرانها
وجـلست عند جدارها iiوقصيدتي
وسعيت  في خجل أدور iiبروضها
حـاشاك  أخرج من مقامي iiمذنباً
وخرجتُ من باب الرجاء يسوقني
وخـرجتُ  أبكي والرجاءُ iiيزفني
أمـلـي  بـانّ الله يكفلُ iiعودتي
وخرجتُ والبشرى بوجهي iiراجياً
ودنـوت مـن خير الأنام iiمقاربأً
وجـلستُ  أقرأ للرسول iiقصيدتي
وخـرجـت أنظر للبقيع فضمّني
وركبت  أقصد في المسير iiحدائقا
وتـبعت  عطراً رائقا فإذا iiبحمـ
ووقـفـتُ  أقرأ في عُلاه iiقصيدةً
يـا أرض يثرب قد ملكتِ iiمعالماً
وحـمـلـت أعباء الرسالة iiقدوةً
وفـتـحـت  أبـوابـاً لسيّد آدم
ورأيـتُ فـيـها كالآلئ iiحاضراً
بـعـض مـن الأيام كان iiمدادها
لـو  كان ظرفي في الحياة مواتياً



















































والـروحُ  تـرقى والجبينُ iiوقارُ
ذاتـي  فـطـالت طلعها iiالأقمارُ
وشـددت خصري والدموع iiإزارُ
تـجـري  ويـعلو لونها الأخبارُ
فـي الـنـفس أفقٌ ريعه iiأزهارُ
ورحـلـت عنهم والشجى مزمارُ
قـى  فـي الديار يزفها iiاستقرارُ
والـجـسـمُ  خلف خيالها iiطيّارُ
تـعـلو  السماءَ تُجيبها iiالأمصار
بـرقٌ وقـلـبـي فـوقها iiإنذارُ
فـوق  الـغـيوم تسوقها iiالأقدارُ
كـونـاً  لـمن قلبي لها iiمضمارُ
لـلـفـاجـعات  وقودها وشَرَارُ
نـحـو الـجـنان يشدها iiالستّارُ
فـقـطـعـتُ آلافاً لبيتك iiقاصداً
أفـراخ  طـيـر مـا لهم iiأستارُ
صـوب الـصفاء كأنّني iiإعصارُ
ودنـوتُ مـنـه فـالمسيرُ عثارُ
وتـبـلّـلـت  مـن مقلتي iiقفارُ
واهـتـزّ من قدمي الذرى وذمارُ
والـقـلـبُ كاد من الدّجى ينهارُ
بـالـمـنـكرات تزيدُه iiالأعمارُ
غـصـنُ  الشتاء وما علته iiثمارُ
وتـصارعت  في مهجتي iiالأفكارُ
وأنـا  الـجهولُ وملبسي iiالإنكارُ
وكـأنّـهـا  مـن قدرتي iiأزرارُ
عطفَ  الجليل ومظهري iiاستغفارُ
وكـانّـهـا  غـيثُ الشتا iiينهارُ
فـأمـدّهـا مـن فـضله الجبّارُ
والـظهرُ  قوسٌ والمشيبُ iiصفارُ
والـرأسُ أرضٌ والـعيونُ iiجمارُ
فـي عـالـمٍ قـد حاطه iiالأنوار
ودعـوتُ حـتـى هدّني iiالإكثارُ
تـحـكـي  اللقاء وحرفها iiإبحارُ
وكـأنّـهـا  لـلـكـائنات مدارُ
ويـدومُ بـعد الضارعات iiضرارُ
لـلـمـوت حـشدٌ ما لهم iiأعذارُ
والـعـينُ  من قِصر اللُّقا iiمدرارُ
ولـقـاءُ  من رُفعت بها iiالأوزارُ
أرضَ الـرّسول تسوقني iiالأسفارُ
فـكـأنّ  قـربـي للهدى iiأشبارُ
فـتـعـيدها  من بعديَ iiالأسحارُ
طـوقُ  الـضياء بأرضه iiومزارُ
تـعـطـي  الدماء لريّها iiالأبرارُ
زةَ  يـسـتـقـيـم كأنّه iiالجرّارُ
تـحـكي  الفداء فشاقني iiالتكرارُ
ومـآثـراً  قـد صاغها iiالأنصارُ
فـتـوهـجتْ من صانعيك iiكبارُ
فـإذا بـك لـلـعـالـمين فخارُ
أحـداثُ نـور قـادهـا iiالأخيارُ
مـثـل  الكواكب ما طواه iiمسارُ
لـبـقـيـت فيها والقبابُ iiجوارُ