أتيتِ أهلاً

أتيتِ أهلاً

خلف دلف الحديثي

ابن الفرات العراقي

[email protected]

عرَّشْتِ  بينَ حروفِ الهمْسِ (جنّاتُ)
وفـاضَ مـنّـي بـما تُوحيهِ iiمُنفلِتاً
وغـبْـتُ  عنْدَ رمادِ النارِ فارْتَعشَتْ
وأيـقظَتْ  في سكونِ الليلِ iiضحكتُها
أتـيْـتِ  أهلاً سماواتي لكِ iiابتهجَتْ
فَـنـقَّـرَتْـهـا طيورُ الوَهْمِ نافِذتي
ونـادمَ الـحُـلُـمُ الـورديُّ iiليلكتي
وَجِـئْـتِ فامْتلأَتْ بالأمسِ iiمِحْبرَتي
وَسـامـرَتْ شفتي ضَحكِاتُ iiأحْرُفِها
تَـغَـلْـغَـتْ  شـهْقةٌ بَوْحَاً iiيُنادِمُنا
أغْـرَتْ  بِـنـكـهتِها رُؤيا iiحَدائِقِنا
حُـلـمُ  الـوِصالِ لها أهْدى روائِعَهُ
أتـيْـتِ أهْـلاً بـساتيني بها هَدَلتْ
فـيـروزةً لُـحْتِ في قدّاسِ iiشاطِئنا
ورَاقَـصَ  الـطلُّ أثوابَ المسا iiترَفَاً
وأطْـلـقَـتْ  رِئةُ الأعطارِ iiشهْقَتَها
تـنـهَّـدَتْ بانحسارِ النورِ نرْجِسَة iiٌ
وَلـمْـلـمَ  الضوءُ انهارَ الشذا فشكا
أتـيْـتِ  شـاطِـئَـنا نَثَّرْتِ iiرَمْلتَهُ
تـأمَّـلـتْ  هَـدْأةُ الـليمونِ iiفتنتَها
وَكـمْ تـساءلَ لمْحُ الصبْحِ عن iiشفةٍ
مَـنْ  ذا، وقـد كتمَتْ حِرمانَها مُقلي
مَـنْ ذا ،أمُـدُّ يـدي للصَّيفِ iiأقطفُهُ
وَلـلـنـجـاوَى  بكفِّ الليلِّ iiهدْهَدةٌ
تـجـئُ  نَـحْـوي تُناديني iiفيتبَعُني
نـشْـوانُ  بالحبِّ لا غيْمي iiيُحجِّبُني
قـلـبي نزيفُ أغانٍ سامرَتْ iiوَتري
أنـا قـديـمٌ وقـيْسٌ كانَ iiيصحَبُني
وكـانَ لـيْـلاً حـزيـناً فيه iiنبْرتْهُ
أنـا لِـشـعْرِ الهوى العذريِّ شاعرُهُ
سَـمَـا  وتـرشِفُني بالوحْي iiأغنيتي
فـالـسَّامرونَ  وما يدْرونَ كم نزَفَتْ
وكـم يُـكـلِّـفُني حبِّي إذا iiصَدَحَتْ
شِـعْـري يُسافِرُ في وَاحاتِ iiأزْمِنتي
سَـوانـحٌ مـن مدادِ الرُّوحِ iiتُؤنِسُني
قـوافـلٌ  مِن حروفِ الوحي أنثرُهَا
أنـا  وقـيـسٌ نـعـمْنا في بَداوتِنا
وكـنـتِ ظِـلّـى بأنفاسي iiتُلاحِقني
شَـهِدْتُ كلَّ عصورِ الحبّ iiفاعترَفتْ
أنـا  بَـخـورُ الهوى كالندَّّ iiيَحرِقني
وصـوْتُ  شِعْرٍٍ به الإعْجَازُ iiينحَتني
أسْـرارُهُ  بـفمي ، ما دَغَدغتْ وتراً
مـا  ضـلَّ عُـودٌ ولـلأيَّامِ iiحِكْمَتُها
قـصـائدي من نَحيْتِ اللفظِ iiأنسُجُها
رؤى  أغـانـيَّ عـند الليلِ iiأنثرُها
وعـرَّشُ  الطيبُ في الأهْدابِ تنشقُه
هـذا  شـبابي بنُعمي الحبِّ iiبشّرني
فـالـسَّامرونَ وإنْ لمْ يَعْرفوا iiوَجَعي
أنـا حَـريقُ لظى الأحزانِ في بلدي
أتـيـتِ عـالميَ المسحورَ يا iiامْرأةً
فـنـحـنُ ظِـلانِ جئنا عبقراً iiخطأً
جـئـنا  وعنبَرَتِ الصَّرخَاتُ عالَمنا
فـالـشَّمْسُ مبترِدٌ في نهرِها عَطشي
أتـيْـتِ يـا شفةً فيها اكتوَتْ iiشفتي
ضُوعي بَخوراً بأفقِ الرُّوحِ واحْترقي
مـا  كـنْتُ أعْلمُ أنَّ اليومَ تخْطُرُ لي
لا  تـسـكُـتي فدَمُ الأوْتارِ iiمنسَكِبٌ
























































وأيـقـظَـتْ  لوحةَ الأطيافِ iiأبْياتُ
نـزْفُ  الشّعورِ به تسمو iiالقصيْدَاتُ
شَـراشِـفُ الوَهْمِ فانسابَتَ iiعِباراتُ
عـوالـمَ الروحِ فاخْضلَّتْ iiصَباحَاتُ
تـرْجـو لِـقاكِ وقد هَشَّتْ iiحَماماتُ
وَدَغْـدَغَـتْ  سَكْرةَ الأبوابِ غَيْماتُ
وَصـافحَ الطيْفَ عند الجفْنِ iiإنْصاتُ
وَسَـامَـرَتْ عَـطشَ النارنْجِ iiمِشْكاةُ
عـلـى سـطورِ دمي غنَّتْه iiلوْعَاتُ
رَقْـصُ  الـضفافِ بما تُوحيْهِ iiآياتُ
فـلـمْـلـمَتْ وَقتَها للوَقْتِ iiساعَاتُ
وأبْـدَعَت  في قوافي البحْرِ iiموْجاتُ
خُـضْـرُ الحمائمِ واهتزَّتْ شُجيْراتُ
ولـمْـلـمَـتْها بأحْضاني iiالمَحَاراتُ
وَعَـرْبـدَتْ  تـلثمُ الساقيْنِِ iiمَوْجاتُ
لمَّا  آسْتراحَتْ على الصّدْرِ iiالغَلالاتُ
وَغـامَـرتْ  تَجْرَحُ النَّهْديْنِ iiنَسْمَاتُ
إلـى  الـعـبـيرِ بما جَرَّتْهُ نَجْمَاتُ
فَـقـبَّـلتْ  رَجْفَةَ الخُصُلاتِ iiحَبَّاتُ
وكـحََّـلَـتْ  نَجْمةَ الأَطيابِ iiغَاباتُ
تُـغـريهِ  عند ارتفافِ النبْعِ iiغاياتُ
وّفـزَّزَتْ  غـيـمة الأهداب رَشَّاتُ
جـاءَتْ  وفـيّ انبهارُ الشِّعرِ iiيَقتاتُ
تَـنـسـابُ  فيها مع الأمْواجِِ iiرفَّاتُ
خـفْقُ  الطّيوفِ فتُصبيني iiالمسافَاتُ
ولا بَـريـدُ دَمـي أطـفـتْه iiلَيْلاتُ
ولـلـمـشـاعِرِ  والتَّصداحُ iiإفْلاتُ
يـشـكـو  التياعاً فتشكوهُ iiالغيابَاتُ
يُـوحـي  لـلـيلاهُ ما أوْحَتْه iiأنَّاتُ
وفـيَّ تـجـري إلى التجديدِ لمْحَاتُ
وتـنْـفثُ  السحْرَ مِنْ نُعماهُ iiلوْحاتُ
حُـمَّى  الجراحِ فجاشَتْ فيّ iiأصْوَاتُ
منّي  اللحونُ وأوْحَتْ لي iiالإضَاءآتُ
ولـلـصـحارى  له تحْكيهِ iiروْعاتُ
ولـلـسَّـرابِ  بهزْجِ البيدِ iiرَوْحاتُ
عـبْـرَ  الأثـيرِ بها تنسابُ iiأشْتاتُ
وَكُـنـتِ ليلى حَوَتْنا الأمس iiخيْمَاتُ
وَكـنْـتُ  حَرْفاً به باهَتْ iiحَضَاراتُ
بـلـوْنِ حـبّـي وّحَيَّتني المساءاتُ
لَـذعُ الـتـوهّـجِ مسَّتْه iiالشَّرارَاتُ
إلـى الـعصورِ وترْويني iiالمَحَطَّاتُ
ولـمْـحُ  بـرْقٍ تُـغاديهِ iiالسَّحَابَاتُ
مِـنْ  أنْ تـنامَ عن البوْحِ iiالعِباراتُ
وَنُـعْـمـيـات تـوشِّيها iiالبرَاءاتُ
بـهـا  البهاءُ (سما) ، داستْهْ iiعَاداتُ
صَحْراءُ  وهْمي تعرّي الرمْلَ iiليلاتُ
وصـافحتْني  على الشطآنِ iiرِعْشاتُ
ولـمْ  يُـعـانوا فَهُم في لهوِهِم iiباتوا
وقـد تـبارَتْ بضلْعِ الروحِ iiشَفْراتُ
فـألفُ أهلا ًسيرْوي للفضا ii(الشَّاتُ)
واسـتؤصِلَتْ من شفاهِ الغيْبِ iiأقوَاتُ
فـي غـيْر موعدنا واسْتُهْجِنتْ iiذاتُ
وَتَـحْـتَ  شرْفتِها تجري iiالمويْجَاتُ
ولـوَّنـتْـهـا بـأموْاجي iiالسِّيَاحَاتُ
فـفـيَّ ألـفُ نـزيـفٍ باتَ يَقتاتُ
عـبْـرَ  البِحارِ وَتُطوِينا iiالشِّراعُاتُ
عـلـى نـسيمِ الفضا والرِّيحُ iiآهاتُ