أضيئيني
01آذار2008
يحيى السَّماوي
يحيى السَّماوي
ظميئكِ .. فاطفِئي بـنفح ٍ من رحيقِ الروحِ أضـيـئي ليلَ مُغترِب ٍ وَلـوْدَ الـهَـمِّ والأحزانِ أضـيـئيني بدِفْء ٍ منكِ ونـصْـح ٍ أسْـتعينُ به عـسـى بُستانيَ المذبوحُ أضـيـئـيني لعَلَّ الليل ويَـكْسرُ صمتهُ الوحشيَّ ظـمـيـئاتٌ إلى قدَمَيْكِ فـيـا نهراً من الصلواتِ رأتـكِـبـصيرتي حُلما ً ونـافِـذة ً تـطِـلُّ على وقـنـديـلا ً أنـش ُّ بهِ فـمـا ربـحي من الدنيا فـصُـبّي في دمي نسَغا ً ومـاءَ الـضوءِفي مُقلي ومُـرِّي فـي مَـفازاتي أعـينيني عليَّ .. عليكِ.. أغـيـثـيني فقد هُزِمَتْ ويـا نهرا ً من الصَبَواتِ فـإنَّ سواحِلَ " الخمسين" خـلِـيُّ الـقلبِ إلآ منكَ عـلى عَثر ٍمَشيْتُ العمرَ أضـيـعُ فـيُسْتدَلُّ عَليَّ فـكـونـي للغريبِ الدارَ * * * يُـمـاطِـلُ وجهُها عينيَّ ولـولا عطروردِ الصوتِ فلا أذني التي عَشِقتْ(7) ولـكـن ْ شاءتِ الأقدارُ مـقـاديرٌ .. وهل لِلمَرءِ | شرََريبـكوثرِ نبْعِكِ لا مـن كأسِ مُعتصَر(2) عَـقـيـمَ الـنجْمِ والقمَرِ أضـحـى بـائسَ الوَطرِ أو بـلـهـيبِ مُجْتمرِ(3) عـلـى مُـسْتذئِب ٍ أشرِ يـغـدو ضاحِك َ الشجَرِ يُـفـضـي بيْ إلى سَحَرِ فـي تـرنـيـمَة ٍ وَتري يا أختَ الهَوى غدُري (4) يـا حَـقـلا ً من الخفرِ يُـكـحِّلُ بالندى بَصَري غـد ٍفـي لـيل مُحْتضرِ دُجـى مُـسْتوْحَش ٍ خطِرِ وقـلـبي منكِ في خسُرِ؟ لِـتـورقَ وردة ُ الـسَّمَرِ لـيـغدو َ مُعْشِبا ًحَجَري سَـحـابـا ً نازفَ المَطرِ إنَّ الـقـلـبَ فـي ذعُرِ خـيـولـي دون مُشتجَرِ لا تـشْـمـتْ بـمُندَحِرِ مُـشـرِفة ٌ على جَزَرِ(5) فـي طـاحـونـةِ السَّهرِ دربـا ً غـيـرَ ذي عَثرِ بـين الناسِ من ضَجَري كـونـي غـايـة َ السَّفرِ * * * في صَحْو ٍ وفي خدَرِ(6) مـا لـوَّنـتُ من صُوَرِ حَـدائـقـها ولا نظري مـن قـلـبي على كِبَرِ! مَـنـجى ً من يَدِ القدَرِ ؟ | الخصِرِ(1)
(1) الخصر :البارد
(2) المعتصر : كناية عن الخمرة
(3) المجتمر : مكان الجمر الموقد
(4) الغدر : جمع غدير
(5) الجزر : بفتح الزاي : الأرض التي تنكشف عنها المياه فتصحر
(6) يماطل : يسوّف بالوعد
(7) اشارة الى قول بشار بن برد : والاذن تعشق قبل العين أحيانا