أحبُّ اللاذقيّة

مصطفى حمزة

[email protected]

أحبُّ اللاذقيّةَ ، لا تَلُمْني00

جَمالٌ

مثلَهُ الخَلاّقُ

ما صَوّرْ

جِبالٌ

تَسْتَحِمُّ السُّحْبُ

فوقَ جبينِها الأخْضَرْ

وبحرٌ هائمٌ فيها

يُلاعبُها

يُناجيها

وشمسُ الغربِ إنْ وافَتْ

تعرّقَ وجْهُهُ

واحْمَرّْ

وشاطئها الذي يمتدُّ حتى النهرِ

مفتوناً بقامتهِ

يُداعبُ شَعْرَهُ الأشْقَرْ

وأمّا في روابيها

فنيسانٌ

يَضمُّ شقائقَ النّعمان

يَلثُمُ ثَغْرَها الأحمرْ

وحاراتٌ مُعَتّقَةٌ

تُحدّثُ عن

حَكايا الرّومِ

والإسكندرِ الأكبرْ

مآذنُها

منَ البدرِ المُنَوّرِ

في ظلامِ الليلِ

أنْوِرْ

كنائسُها

حَبابُ العَنْبرِ اسْتلقى

على صَحْنٍ مِنَ المَرْمَرْ

وشَعبٌ

علّمَ الغِرّيدَ لحنَ الحُبِّ

غَرْسٌ قدْ تَجَذّرَ في فضائلِهِ

وأثْمَرْ

أحبُّ اللاذقيّةَ

إنّني

في كلِّ شِبْرٍ من شَوارعِها

أكلتُ اللوزَ

والسّكّرْ

أحبّ اللاذقيّةَ ، كمْ أوَدُّ

أموتُ فيها

ثمَّ اُبْعَثُ مِنْ ثَراها ، مرّةً أخرى

وأُنشَرْ !